حدثنا أبي ، وأبو محمد بن حيان ، قالا : ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ، ثنا محمد بن يزيد ، ثنا علي بن بكار ، عن ، قال : حدثني رفيقه ، قال : " إبراهيم بن أدهم ، من إبراهيم بن أدهم بيت المقدس ، فنفد زادنا في الطريق ، فجعلنا نأكل الخرنوب ، وعروق الشجر حتى خشنت حلوقنا ، وبلغ منا الجهد ، فقلت : ندخل القرية عسى أن نطلب عملا ، فإذا في القرية نهر ، فتوضأ وصف قدميه فدخلت ألتمس فتقبلت من قوم حائطا قد سقط أجره بأربعة دراهم ، فقلت : قد تقبلت عملا ، فجعل يعمل عمل الرجال ، وأعمل عملا ضعيفا ، فجاءونا بغداء ، فغسلت يدي أبادر الطعام ، فقال لي : هذا في شرطك بعدما تعالى النهار ؟ [ ص: 374 ] فقلت : لا ، قال : فاصبر حتى تأخذ كراك وتشتري ، قال : فلما فرغنا أخذنا الدراهم ، واشترينا ، وأكلنا وطعمنا ، ثم خرجنا فأصابنا في الطريق الجوع ، فأتينا قرية من قرى خرجت مع حمص ، فإذا ساقية ماء ، فتوضأ للصلاة وصف قدميه ، وإذا إلى جانبنا دار فيها غرفة ، فبصر بنا صاحب الغرفة حين نزلنا ولم نطعم ، فبعث إلينا بجفنة فيها ثريد وخبز عراق ، فوضعت بين أيدينا ، فانفتل من الصلاة فقال : من بعث ؟ فقلت : صاحب المنزل ، قال : ما اسمه ؟ قلت : فلان بن فلان ، فأكل وأكلت ، ثم أتينا عمق أنطاكية وقد حضر الحصاد ، فحصدنا بنحو ثمانين درهما فقلت : آخذ نصف هذه وأرجع ، ما بي قوة على صحبته ، فقلت : إني أريد الرجوع إلى بيت المقدس ، قال : ما أنت لي مصاحبا ، فدخل أنطاكية ، واشترى ملاءتين من تلك الدراهم ، فقال : إذا أتيت قرية كذا وكذا التي أطعمنا فيها فسل عن فلان ابن فلان ، وادفع إليه الملاءتين ، ودفع إلي بقية الدراهم ، وبقي ليس معه شيء ، فدفعت الملاءتين إلى الرجل ، فقال : من بعث بها ؟ قلت : ، فقال : ومن إبراهيم بن أدهم ؟ فأخبرته أنه كان أحد الرجلين اللذين بعث إليهما بالطعام ، فأخذهما ، ومضيت إلى إبراهيم بن الأدهم بيت المقدس فأقمت حينا ، فرجعت وسألت عن الرجل ، فقيل لي : مات وكفن في الملاءتين " .
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ، ثنا أحمد بن فضيل العكي ، حدثني أبي ، قال : " إذا حصد يحصد ويستعين معه الضعفاء فيسبقهم في أمانه إبراهيم بن أدهم - يعني الموضع - فيحصده ثم يشير إلى أصحابه : أن اجلسوا ، ثم يقوم فيصلي ركعتين ، ثم يرجع إلى ما في أيديهم فيحصده دونهم وهم جلوس ، ثم يصلي ركعتين ثم يرجع إلى أمانه فيحصده " . رأيت