( فنذكر منه ) أي من هذا الضرب ( هنا ) وما عداه في أبوابه وتقدم بعضه ( وهو ) أي المفلس ( من لا مال ) أي نقد ( له ولا ما يدفع به حاجته ) من العروض ، فهو المعدم ومنه أفلس بالحجة أي عدمها ومنه الخبر المشهور { الحجر على المفلس } رواه من تعدون المفلس فيكم ؟ قالوا : من لا درهم له ولا متاع قال : ليس ذلك المفلس ولكن المفلس من يأتي يوم القيامة بحسنات أمثال الجبال ويأتي وقد ظلم هذا ، وأخذ من عرض هذا فيأخذ هذا من حسناته ، وهذا من حسناته فإن بقي عليه شيء أخذ من سيئاتهم فرد عليه ، ثم طرح في النار بمعناه فقولهم ذلك إخبار عن حقيقة المفلس لأنه عرفهم ولغتهم وقوله " ليس ذلك المفلس " تجوز لم يرد به نفي الحقيقة بل إنما أراد فلس الآخرة لأنه أشد وأعظم ، حتى إن فلس الدنيا عنده بمنزلة الغنى . مسلم
( و ) المفلس ( شرعا : من لزمه ) من الدين ( أكثر من ماله ) الموجود ، وسمي مفلسا وإن كان ذا مال لأن ماله مستحق الصرف في جهة دينه فكأنه معدوم ، أو باعتبار ما يئول من عدم ماله بعد وفاء دينه ، أو لأنه يمنع من التصرف في ماله إلا الشيء التافه الذي لا يعيش إلا به ، كالفلوس ونحوها .