وإذا قيل إن وعد الله حق والساعة لا ريب فيها قلتم ما ندري ما الساعة إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين وبدا لهم سيئات ما عملوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون
وإذا قيل إن وعد الله يحتمل الموعود به والمصدر. حق كائن هو أو متعلقه لا محالة: والساعة لا ريب فيها إفراد للمقصود، وقرأ بالنصب عطفا على اسم إن. حمزة قلتم ما ندري ما الساعة أي شيء الساعة استغرابا لها. إن نظن إلا ظنا أصله نظن ظنا فأدخل حرفا النفي والاستثناء لإثبات الظن ونفي ما عداه كأنه قال: ما نحن إلا نظن ظنا، أو لنفي ظنهم فيما سوى ذلك مبالغة ثم أكده بقوله: وما نحن بمستيقنين أي لإمكانه، ولعل ذلك قول بعضهم تحيروا بين ما سمعوا من آبائهم وما تليت عليهم من الآيات في أمر الساعة.
وبدا لهم ظهر لهم. سيئات ما عملوا على ما كانت عليه بأن عرفوا قبحها وعاينوا وخامة عاقبتها، أو جزاءها. وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون وهو الجزاء.