[ ص: 227 ] فتولى عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم مسرفون وما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون
قوله تعالى: فتولى عنهم يقول: انصرف صالح عنهم بعد عقر الناقة ، لأن الله تعالى أوحى إليه أن اخرج من بين أظهرهم ، فإني مهلكهم . وقال ذكر لنا أن قتادة: صالحا أسمع قومه كما أسمع نبيكم قومه ، يعني: بعد موتهم .
قوله تعالى: أتأتون الفاحشة يعني إتيان الرجال . ما سبقكم بها من أحد قال ما نزا ذكر على ذكر في الدنيا حتى كان قوم عمرو بن دينار: لوط . وقال بعض اللغويين: لوط: مشتق من لطت الحوض: إذا ملسته بالطين . قال وهذا غلط ، لأنه اسم أعجمي كإسحاق ، ولا يقال: إنه مشتق من السحق وهو البعد . الزجاج
قوله تعالى: إنكم لتأتون الرجال هذا استفهام إنكار . والمسرف: المجاوز ما أمر به . و قوله تعالى: أخرجوهم من قريتكم يعني: لوطا وأتباعه المؤمنين إنهم أناس يتطهرون قال : يتنزهون عن أدبار الرجال وأدبار النساء . ابن عباس