.
( أحدهما إخلاص الدين له
( والثاني موافقة أمره الذي بعث به رسله ; ولهذا كان ولا بد في عبادته من أصلين . رضي الله عنه يقول في دعائه : اللهم اجعل عملي كله صالحا واجعله لوجهك خالصا ولا تجعل لأحد فيه شيئا ; وقال عمر بن الخطاب في قوله تعالى { الفضيل بن عياض ليبلوكم أيكم أحسن عملا } قال : أخلصه وأصوبه قالوا يا أبا علي : ما أخلصه وأصوبه ؟ قال : إذا كان العمل خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل وإذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا صوابا ; والخالص أن يكون لله والصواب أن يكون على السنة
ولهذا ما لم يأذن به الله من عبادة غيره وفعل ما لم يشرعه من الدين كما قال تعالى : { ذم الله المشركين في القرآن على اتباع ما شرع لهم شركاؤهم من الدين أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله } كما ذمهم على أنهم حرموا ما لم يحرمه الله . والدين الحق أنه لا حرام إلا ما حرمه الله ولا دين إلا ما شرعه .