الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
6582 2 - حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15020عبد الله بن مسلمة، عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك، عن nindex.php?page=showalam&ids=12423إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك nindex.php?page=hadith&LINKID=656468أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: nindex.php?page=treesubj&link=29813_24396_29834_24398الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة .
مطابقته للترجمة ظاهرة، والحديث أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي في تعبير الرؤيا، عن nindex.php?page=showalam&ids=16818قتيبة وغيره، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه فيه عن nindex.php?page=showalam&ids=17246هشام بن عمار .
قوله ( الحسنة ) هي إما باعتبار حسن ظاهرها أو حسن تأويلها، وقسموا الرؤيا إلى الحسنة ظاهرا وباطنا كالتكلم مع الأنبياء عليهم السلام، أو ظاهرا لا باطنا كسماع الملاهي، وإلى رديئة ظاهرا وباطنا كلدغ الحية، أو ظاهرا لا باطنا كذبح الولد .
قوله ( من الرجل ) ذكر للغالب فلا مفهوم له، فإن المرأة الصالحة كذلك، قاله nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر .
قوله nindex.php?page=treesubj&link=29813 ( جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة ) قال الكرماني : قوله ( من النبوة ) أي في حق الأنبياء دون غيرهم، وكان الأنبياء يوحى إليهم في منامهم كما يوحى إليهم في اليقظة، وقيل: معناه أن الرؤيا تأتي على موافقة النبوة، لا أنها جزء باق من النبوة .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : تأويل قوله ( جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة ) أن الأنبياء عليهم السلام يخبرون بما سيكون، والرؤيا تدل على ما يكون .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي ناقلا عن بعضهم ما ملخصه: إن أول ما بدئ به الوحي إلى أن توفي ثلاث وعشرون سنة، أقام بمكة ثلاث عشرة سنة وبالمدينة عشرا، وكان يوحى إليه في منامه في أول الأمر بمكة ستة أشهر وهي نصف سنة، فصارت هذه المدة جزءا من ستة وأربعين جزءا من النبوة بنسبتها من الوحي في المنام .
ثم اعلم أن قوله ( جزء من ستة وأربعين جزءا ) هو الذي وقع في أكثر الأحاديث، وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=17080لمسلم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة : جزء من خمسة وأربعين ، وفي رواية له من حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر : nindex.php?page=hadith&LINKID=661213جزء من سبعين جزءا ، وكذا أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود موقوفا، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني عنه من وجه آخر مرفوعا، nindex.php?page=showalam&ids=14687وللطبراني من وجه آخر عنه : nindex.php?page=hadith&LINKID=939842من ستة وسبعين ، وسنده ضعيف، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر من طريق عبد العزيز بن المختار ، عن ثابت ، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس مرفوعا: جزء من ستة وعشرين ، وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=12201وأبو يعلى حديثا في هذا الباب، وفيه قال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : إني سمعت nindex.php?page=showalam&ids=18العباس بن عبد المطلب يقول: سمعت رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يقول: nindex.php?page=hadith&LINKID=848981nindex.php?page=treesubj&link=24396_29800الرؤيا الصالحة من المؤمن جزء من خمسين جزءا من النبوة .
وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي ، nindex.php?page=showalam&ids=16935والطبري من حديث أبي ذر بن العقيلي : nindex.php?page=hadith&LINKID=664574جزء من أربعين . وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري من وجه آخر، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : أربعين . وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري أيضا من حديث nindex.php?page=showalam&ids=63عبادة : جزء من أربعة وأربعين . وأخرج أيضا nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد من حديث nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو بن العاص : nindex.php?page=hadith&LINKID=687592جزء من تسعة وأربعين . وذكر nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي في المفهم بلفظ: سبعة، بتقديم السين، فحصلت من هذه عشرة أوجه، ووقع في شرح النووي ، [ ص: 132 ] وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=63عبادة : أربعة وعشرون، وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر : ستة وعشرون، وقيل: جاء فيه اثنان وسبعون واثنان وأربعون وسبعة وعشرون وخمسة وعشرون، فعلى هذا ينتهي العدد إلى ستة عشر وجها .
وأجاب من تكلم في بيان وجه اختلاف الأعداد بأنه وقع بحسب الوقت الذي حدث فيه النبي صلى الله تعالى عليه وسلم بذلك، كأن يكون لما أكمل ثلاث عشرة سنة بعد مجيء الوحي إليه، حدث بأن الرؤيا جزء من ستة وعشرين، إن ثبت الخبر بذلك، وذلك وقت الهجرة، ولما أكمل عشرين حدث بأربعين، ولما أكمل اثنين وعشرين حدث بأربعة وأربعين، ثم بعدها بخمسة وأربعين، ثم حدث بستة وأربعين في آخر حياته، وأما ما عدا ذلك من الروايات بعد الأربعين فضعيف، ورواية الخمسين يحتمل أن تكون لجبر الكسر، ورواية السبعين للمبالغة، وما عدا ذلك لم يثبت، والله أعلم