[ ص: 323 ] الجزء الثالث عشر
من
الأحاديث المختارة
للضياء المقدسي
[ ص: 324 ] [ ص: 325 ] ومن حديث أبي المنذر أبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك النجاري الأنصاري سيد القراء ، شهد بدرا - رضي الله عنه - .
[ ص: 326 ] [ ص: 327 ] مسند
أبي بن كعب الأنصاري
رضي الله عنه
[ ص: 328 ] [ ص: 329 ] أنس بن مالك الأنصاري خادم النبي صلى الله عليه وسلم ، عن أبي رضي الله عنه
1126 - أخبرنا أبو علي عمر بن علي الواعظ الحربي قراءة عليه ونحن نسمع بالحربية ، قيل له : أخبركم أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين قراءة عليه وأنت تسمع ، أنا أبو علي الحسن بن علي المذهب ، أنا ، أنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل ، نا محمد بن إسحاق بن محمد المسيبي ، نا ، عن أنس بن عياض ، قال : قال يونس بن يزيد : قال ابن شهاب : كان أنس بن مالك يحدث أبي بن كعب بمكة ، فنزل جبريل عليه [ ص: 330 ] السلام ففرج صدري ، ثم غسله من ماء زمزم ، ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيمانا ، فأفرغها في صدري ثم أطبقه ، ثم أخذ بيدي فعرج بي إلى السماء ، فلما جاء السماء الدنيا فافتتح ، فقال : من هذا ؟ قال : جبريل ، قال : هل معك أحد ؟ قال : نعم ، معي محمد ، قال : أرسل إليه ؟ قال : نعم ، فافتح ، فلما علونا السماء الدنيا إذا رجل عن يمينه أسودة ، وعن يساره أسودة ، فإذا نظر قبل يمينه تبسم ، وإذا نظر قبل يساره بكى ، قال : مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح ، قال : قلت لجبريل صلى الله عليه وسلم : من هذا ؟ قال : هذا آدم ، وهذه الأسودة عن يمينه وشماله نسم بنيه ، فأهل اليمين هم أهل الجنة ، والأسودة التي عن شماله أهل النار ، فإذا نظر قبل يمينه ضحك ، وإذا نظر قبل شماله بكى ، قال : ثم عرج بي جبريل حتى جاء السماء الثانية ، فقال لخازنها : افتح ، فقال له خازنها مثل ما قال خازن السماء الدنيا ، ففتح له .
قال : فذكر أنه وجد في السماوات أنس بن مالك آدم وإدريس وموسى وعيسى وإبراهيم عليهم السلام ، ولم يثبت لي كيف منازلهم ، غير أنه ذكر أنه وجد آدم في السماء الدنيا ، وإبراهيم في السماء السادسة .
قال : فلما مر أنس جبريل عليه السلام ورسول الله صلى الله عليه وسلم بإدريس ، قال : مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح ، قال : فقلت : من هذا ؟ قال : هذا إدريس ، قال : ثم مررت بموسى فقال : مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح ، قلت : من هذا ؟ قال : هذا موسى ، ثم مررت [ ص: 331 ] بعيسى ، فقال : مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح ، قلت : من هذا ؟ قال : هذا عيسى ابن مريم ، قال : ثم مررت بإبراهيم ، فقال : مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح ، قلت : من هذا ؟ قال : هذا إبراهيم صلى الله عليه وسلم .
قال : وأخبرني ابن شهاب ابن حزم أن ابن عباس وأبا حبة الأنصاري يقولان : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ثم عرج بي حتى ظهرت بمستوى أسمع صريف الأقلام .
قال ابن حزم : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فرض الله تبارك وتعالى على أمتي خمسين صلاة ، قال : فرجعت بذلك حتى أمر على وأنس بن مالك موسى صلى الله عليه وسلم ، فقال موسى : ماذا فرض ربك تبارك وتعالى على أمتك ؟ قلت : فرض عليهم خمسين صلاة ، فقال لي موسى صلى الله عليه وسلم : راجع ربك تبارك وتعالى ، فإن أمتك لا تطيق ذلك ، قال : فراجعت ربي عز وجل فوضع شطرها ، فرجعت إلى موسى فأخبرته ، فقال : راجع ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك ، قال : فراجعت ربي عز وجل فقال : هي خمس وهي خمسون ، لا يبدل القول لدي ، قال : فرجعت إلى موسى صلى الله عليه وسلم فقال : راجع ربك ، فقلت : قد استحييت من ربي تبارك وتعالى ، قال : ثم انطلق بي حتى أتي بي سدرة المنتهى ، قال : فغشيها ألوان ما أدري ما هي ، قال : ثم أدخلت الجنة ، فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ ، وإذا ترابها المسك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فرج سقف بيتي وأنا .