الرابع في الكتابة يستحب تحسين كتابة القرآن وتبيينه بالحمرة ، وغيرها فإنها تزيين وتبيين وصد عن الخطأ واللحن ، لمن يقرؤه وقد كان الحسن وابن سيرين ينكرون الأخماس والعواشر والأجزاء . ولا بأس بالنقط والعلامات
وروي عن الشعبي ، وإبراهيم والظن بهؤلاء أنهم كرهوا فتح هذا الباب خوفا من أن يؤدي إلى إحداث زيادات وحسما للباب وتشوقا إلى حراسة القرآن عما يطرق إليه تغييرا وإذا لم يؤد إلى محظور ، واستقر أمر الأمة فيه على ما يحصل به مزيد معرفة فلا بأس به ، ولا يمنع من ذلك كونه محدثا فكم من محدث حسن ؟ كما قيل في كراهية النقط بالحمرة ، وأخذ الأجرة على ذلك ، وكانوا يقولون جردوا القرآن وأنها بدعة حسنة إنما ، البدعة المذمومة ما يصادم السنة القديمة ، أو يكاد يفضي إلى تغييرها . إقامة الجماعات في التراويح إنها من محدثات عمر رضي الله عنه
وبعضهم كان يقول : أقرأ من المصحف في المنقوط ولا أنقطه بنفسي . وقال عن يحيى بن أبي كثير الأوزاعي وقالوا : لا بأس به فإنه نور له . كان القرآن مجردا في المصاحف فأول ما أحدثوا فيه النقط على الباء والتاء ،
ثم أحدثوا بعده نقطا كبارا عند منتهى الآي ، فقالوا : لا بأس به يعرف به رأس الآية ، ثم أحدثوا بعد ذلك الخواتم والفواتح .
قال أبو بكر الهذلي سألت الحسن عن تنقيط المصاحف بالأحمر ، فقال : وما تنقيطها قال ؟ : يعربون الكلمة بالعربية قال : أما إعراب القرآن فلا بأس به وقال خالد الحذاء دخلت على ابن سيرين فرأيته يقرأ في مصحف منقوط ، وقد كان يكره النقط .
وقيل : إن الحجاج هو الذي أحدث ذلك ، وأحضر القراء حتى عدوا كلمات القرآن وحروفه وسووا أجزاءه ، وقسموه إلى ثلاثين جزءا وإلى أقسام أخر .