رغب : الرغب والرغب والرغب والرغبة والرغبوت والرغبى والرغبى والرغباء : الضراعة والمسألة . وفي حديث الدعاء : رغبة ورهبة إليك . قال ابن الأثير : أعمل لفظ الرغبة وحدها ، ولو أعملهما معا ، لقال : رغبة إليك ورهبة منك ، ولكن لما جمعهما في النظم حمل أحدهما على الآخر ، كقول الراجز :
وزججن الحواجب والعيونا
وقول الآخر :
متقلدا سيفا ورمحا
وفي حديث عمر - رضي الله عنه - قالوا له عند موته : جزاك الله خيرا ، فعلت وفعلت ، فقال : راغب وراهب ، يعني : أن قولكم لي هذا القول ، إما قول راغب فيما عندي ، أو راهب مني ، وقيل : أراد إنني راغب فيما عند الله ، وراهب من عذابه ، فلا تعويل عندي على ما قلتم من الوصف والإطراء . ورجل رغبوت : من الرغبة . وقد رغب إليه ورغبه هو ، عن وأنشد : ابن الأعرابي
إذا مالت الدنيا على المرء رغبت [ ص: 182 ] إليه ومال الناس حيث يميل
وفي الحديث أن - رضي الله عنهما - قالت : أسماء بنت أبي بكر قريش ، وهي كافرة ، فسألتني ، فسألت النبي - صلى الله عليه وسلم - : أصلها ؟ فقال : نعم . قال أتتني أمي راغبة في العهد الذي كان بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبين الأزهري : قولها أتتني أمي راغبة ، أي : طائعة ، تسأل شيئا . يقال : رغبت إلى فلان في كذا وكذا أي : سألته إياه . وروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : وقوله : ظهرت الرغبة أي : كثر السؤال وقلت العفة ، ومعنى ظهور الرغبة : الحرص على الجمع ، مع منع الحق . رغب يرغب رغبة إذا حرص على الشيء ، وطمع فيه . والرغبة : السؤال والطمع . وأرغبني في الشيء ورغبني ، بمعنى . ورغبه : أعطاه ما رغب ، قال كيف أنتم إذا مرج الدين ، وظهرت الرغبة ؟ ساعدة بن جؤية :
لقلت لدهري : إنه هو غزوتي وإني وإن رغبتني غير فاعل
والرغيبة من العطاء : الكثير والجمع الرغائب ، قال النمر بن تولب :
لا تغضبن على امرئ في ماله وعلى كرائم صلب مالك فاغضب
ومتى تصبك خصاصة فارج الغنى وإلى الذي يعطي الرغائب فارغب
ويقال : إنه لوهوب لكل رغيبة أي لكل مرغوب فيه . والمراغب : الأطماع . والمراغب : المضطربات للمعاش . ودعا الله رغبة ورغبة ، عن . وفي التنزيل العزيز : ابن الأعرابي ويدعوننا رغبا ورهبا قال : ويجوز رغبا ورهبا ، قال : ولا نعلم أحدا قرأ بها ، ونصبا على أنهما مفعول لهما ، ويجوز فيهما المصدر . ورغب في الشيء رغبا ورغبة ورغبى ، على قياس سكرى ، ورغبا بالتحريك : أراده ، فهو راغب ، وارتغب فيه مثله . وتقول : إليك الرغباء ومنك النعماء . وقال يعقوب : الرغبى والرغباء مثل النعمى والنعماء . وفي الحديث أن كان يزيد في تلبيته : والرغبى إليك والعمل . وفي رواية : والرغباء بالمد ، وهما من الرغبة كالنعمى ، والنعماء من النعمة . ابن عمر أبو زيد : يقال للبخيل يعطي من غير طبع جود ، ولا سجية كرم : رهباك خير من رغباك ، يقول : فرقه منك خير لك ، وأحرى أن يعطيك عليه من حبه لك . قال ومثل العامة في هذا : فرق خير من حب . قال أبو الهيثم : يقول لأن ترهب ، خير من أن يرغب فيك . قال : وفعلت ذلك رهباك أي : من رهبتك . قال ويقال : الرغبى إلى الله تعالى والعمل أي : الرغبة ، وأصبت منك الرغبى أي : الرغبة الكثيرة . وفي حديث : ابن عمر ، قال لا تدع ركعتي الفجر فإن فيهما الرغائب الكلابي : الرغائب ما يرغب فيه من الثواب العظيم ، يقال : رغيبة ورغائب ، وقال غيره : هي ما يرغب فيه ذو رغب النفس ، ورغب النفس سعة الأمل وطلب الكثير ، ومن ذلك صلاة الرغائب ، واحدتها رغيبة ، والرغيبة : الأمر المرغوب فيه . ورغب عن الشيء : تركه متعمدا ، وزهد فيه ولم يرده . ورغب بنفسه عنه : رأى لنفسه عليه فضلا . وفي الحديث : إني لأرغب بك عن الأذان . يقال : رغبت بفلان عن هذا الأمر إذا كرهته له ، وزهدت له فيه . والرغب - بالضم - : كثرة الأكل وشدة النهمة والشره . وفي الحديث : الرغب شؤم ، ومعناه الشره والنهمة ، والحرص على الدنيا ، والتبقر فيها ، وقيل : سعة الأمل وطلب الكثير . وقد رغب - بالضم - رغبا ورغبا ، فهو رغيب . التهذيب ورغب البطن كثرة الأكل ، وفي حديث مازن :
وكنت امرأ بالرغب والخمر مولعا
أي : بسعة البطن ، وكثرة الأكل ، وروي بالزاي ، يعني الجماع ، قال ابن الأثير : وفيه نظر . والرغاب - بالفتح - : الأرض اللينة . وأرض رغاب ورغب : تأخذ الماء الكثير ، ولا تسيل إلا من مطر كثير ، وقيل : هي اللينة الواسعة الدمثة وقد رغبت رغبا . والرغيب : الواسع الجوف . ورجل رغيب الجوف إذا كان أكولا . وقد رغب يرغب رغابة يقال : حوض رغيب وسقاء رغيب . وقال أبو حنيفة : واد رغيب ضخم واسع كثير الأخذ للماء ، وواد زهيد : قليل الأخذ . وقد رغب رغبا ورغبا وكل ما اتسع فقد رغب رغبا . وواد رغب : واسع . وطريق رغب ، كذلك والجمع رغب ، قال الحطيئة :
مستهلك الورد كالأستي قد جعلت أيدي المطي به عادية رغبا
ويروى ركبا ، جمع ركوب ، وهي الطريق التي بها آثار . وتراغب المكان إذا اتسع ، فهو متراغب . وحمل رغيب ومرتغب : ثقيل ، قال ساعدة بن جؤية :
تحوب قد ترى إني لحمل على ما كان مرتغب ثقيل
وفرس رغيب الشحوة : كثير الأخذ من الأرض بقوائمه ، والجمع رغاب . وإبل رغاب : كثيرة ، قال لبيد :
ويوما من الدهم الرغاب كأنها اشاء دنا قنوانه أو مجادل
وفي الحديث : أفضل الأعمال منح الرغاب ، قال ابن الأثير : هي الواسعة الدر ، الكثيرة النفع ، جمع الرغيب ، وهو الواسع . جوف رغيب ، وواد رغيب . وفي حديث حذيفة : ظعن بهم أبو بكر ظعنة رغيبة ، ثم ظعن بهم عمر كذلك أي : ظعنة واسعة كثيرة ، قال الحربي : هو إن شاء الله تسيير أبي بكر الناس إلى الشام ، وفتحه إياها بهم ، وتسيي ر عمر إياهم إلى العراق ، وفتحها بهم . وفي حديث : بئس العون على الدين : قلب نخيب ، وبطن رغيب . وفي حديث أبي الدرداء الحجاج لما أراد قتل : ائتوني بسيف رغيب أي : واسع الحدين ، يأخذ في ضربته كثيرا من المضرب . ورجل مرغب : ميل غني ، عن سعيد بن جبير ، وأنشد : ابن الأعرابي
ألا لا يغرن امرأ من سوامه سوام أخ داني القرابة مرغب
شمر : رجل مرغب أي : موسر ، له مال كثير رغيب . والرغبانة من النعل : العقدة التي تحت الشسع . وراغب ورغيب ورغبان : أسماء .
[ ص: 183 ] ورغباء : بئر معروفة ، قال : كثير عزة
إذا وردت رغباء في يوم وردها قلوصي دعا إعطاشه وتبلدا
والمرغاب : نهر بالبصرة . ومرغابين : موضع ، وفي التهذيب : اسم لنهر بالبصرة .