الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اختلاف الطبائع بين الأصدقاء والموقف من ذلك

السؤال

السلام عليكم..

لدي صديقة تختلف عني في الطباع كثيراً، حيث أني حسبما تقول (جدية، عقلانية، عملية، لدي أولويات في حياتي، لا أحب كلمات الحب وغيرها)، أما عنها فتصف نفسها بأنها (رومانسية، تحب كلمات الحب وهي بالنسبة لها مثل غذاء الروح، تحبني كثيراً)، المشكلة:

1 -أنها تحب أن تكلمني في فترات معينة ولفترة تزيد عن نصف ساعة أو ساعة أو أكثر، وأهلي يتضايقون من انشغال الهاتف لفترة طويلة بحكم أن لدينا هاتفاً واحداً في البيت، وهي لديها هاتفها الخاص.
2- لا تشعر بالرضا الكافي عن معاملتي لها رغم أني -كما تقول- مؤدبة وأحترمها.
3- تتضجر كثيراً إذا لم أحادثها في الوقت المعين الذي يناسبها، وهو وقت الظهيرة بحكم أن هاتفنا غير مشغول، أو إذا اعتذرت لأمر طارئ يمنعني من محادثتها، وهذا سبب خلافها دائماً وتضجرها، أما عني فأحاول أن أحتوي الموقف وأهدئها، وأصمت عن أمور قد تزيد الموقف، كذلك صمتي يضايقها، وحين أحادثها بعدها تنفعل وتبدأ بالمعاتبة والتلويم، وتأخذ المكالمة الجزء الأكبر من الوقت على هذه الحالةإلى أن تهدأ.
4-كذلك تتضايق من أولوياتي، وتعتبر نفسها ليس من ضمن هذه الأولويات، رغم أني محددة لها وقتاً لمحادثتها، علماً بأن تواصلنا فقط عبر الهاتف.

سابقا قبل أن تتعرف علي كانت لديها علاقات من نفس طباعها، ولكنها لم تستمر لظروف خاصة بهن (لزواجهن... إلخ)، وتقول أني أختلف عنهن كثيراً، وهذا لا يرضيها، رغم أنها غيرت كثيراً من نفسها كي تتناسب مع طباعي، ولكن توقفت عند حد معين، وترغب مني أن أوليها الإهتمام الكافي كي أتماشى مع طباعها، وصلت إلى حد لا أعرف كيف أتعامل معها، وما الذي يرضيها، وهي تقول بأنها لا تعرف كي تتعامل معي، وكثيراً ما تطلب بأن تنهي العلاقة، ولكني أصر أن تستمر العلاقة لكونها فتاة فيها خير كثير، وكونها تشعر بالوحدة فهي غير منسجمة مع أفراد أسرتها، لذا أحاول أن ألتمس لها الأعذار، حيث تعرف طباعي جيداً، فعلاقتنا منذ 9 سنوات.

ولكن الآونة الأخيرة بدأت تتذمر كثيراً للأسباب المذكورة آنفاً، وذلك منذ قرابة عامين بحكم أنه كان لديها صديقة وانفصلت قبل هذه المدة، من بعدها بدأت تتذمر من طباعي، لا أدري هل أنا ظلمتها في تعاملي معها؟ وكيف أستطيع التعامل معها؟ وبماذا تنصحونني وتنصحونها؟ أرجو منكم إفادتي، فأنا في حيرة من أمري.

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فكم كنت أتمنى أن تذكري لنا نوع الكلام الذي يدور في تلك الساعات التي هي خصم من الأعمار، ولا شك أن الإنسان قد يحتاج إلى من يخفف عليه، ولكن كل شيء إذا زاد عن حده ينقلب إلى ضده، كما أننا معشر المسلمين محاسبون بما نتكلم به، فهل للخير نصيب في تلك المكالمات؟

وليس في كلمات الحب خير، إلا إذا صدرت من والدة، أو والد، أو زوج، أما أن تجلس الفتاة قبالة أختها، فتتغزل فيها بكلمات الحب والهيام، أو تسمع تلك الكلمات من شاب لا يرتبط بها بعقد النكاح، فذلك ما لا يرتضيه لنفسه أو لإخواته من ينشد الفلاح، ويخاف من الله، الذي لا تخفي عليه خافية.

ولا يخفى عليك أن المسلمة تحب أختها، ولكن لذلك الحب ضوابط، فينبغي أن يكون في الله ولله، أما أن تحبها لجمال شكلها، أو لعذوبة صوتها، أو لحسن قوامها، أولحسن ذوقها في اختيار ثيابها وحذائها، أو لطريقتها في الكلام، أو لطريقتها في الحياة، فكل ذلك من المزالق التي تجلب المصائب، وينبغي أن يأخذ الحب مقداره المناسب، فلا يطغى على حب الله ورسوله، وأن لا يترتب عليه كراهية للأخريات، رغم صلاتهن وصلاحهن، وأن لا يلحق الضرر والأذية بالآخرين.

ونحن لا نتمنى قطع العلاقة، ولكن حبذا لو حصل لها ترشيد، وانصرف الجميع لذكر الله المجيد، والاشتغال بكل عمل مفيد، مع ضرورة توقع الافتراق بالزواج أو بغيره، مع ضرورة عدم الشعور بالأسى إذا دخلت في حياتكما فتاة أخرى.

ووصيتنا للجميع بتقوى الله، والحرص على ما يرضيه، والالتزام بأحكام هذه الشريعة العظيمة التي وضعت الأمور في نصابها، ووجهت النفوس إلى صوابها.

ونسأل الله أن يسهل الأمور وأن يغفر الذنوب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر حياة احمد عبدة

    انا رأيي انك متتخليش عنها ابدآ هي بتعمل كل دا لانها بتحبك جدا وعايزة تحس انك معاها طول الوقت

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً