الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طيبتي الزائدة أتعبتني.. فما الحل؟

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنا فتاة عمري 25 عاما متزوجة ولدي طفلة، مشكلتي هي مع نفسي ومع طيبتي الزائدة، أفضل الناس وأقدمهم على نفسي لدرجة إن أحد طلبني شيئا وكنت محتاجة إليه أعطيه الشخص وأنا أقول إن الله يعوضني، لكن إن احتجت شيئا وطلبت لا ألاقي أحدا يعطيني ويتهربوا مني.

أنا تعبت كثيرا من الموضوع، وكثيرة هي المواقف التي مرت معي سواء مع الناس أو مع زوجي.

أذكر في سنة من السنوات كنت محتاجة أن أدخل الجامعة وأكمل دراستي، مع العلم أني جالسة في البيت من أكثر من 6 سنوات، وأتكلم مع زوجي في هذا الموضوع لكن للأسف قال لي لا يوجد معي سوى المبلغ الذي يدخلني أنا الجامعة.

وبعدها تدمرت، كان كل ما يأتيني مبلغ من المال أنفقه، ولا أدخره لنفسي وأقول هو ملزوم في، وواجب عليه ان يدخلني الجامعة من عنده، ومضت السنوات وأنا أفكر بهذه الطريقة.

والحين أنا ممتنعة أن أدخل الجامعة لأني أفكر أن زوجي يأخذ بعثة ونخرج ندرس في الخارج مع العلم أن زوجي قد بقي له سنة ويتخرج.

سؤالي هل تفكيري سليم؟ وماذا أفعل بطيبتي الزائدة وكيف أستطيع تغييرها؟ لأني -والله العظيم- تعبت حتى مع زوجي تعبت.
فماذا تنصحوني؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم ريتال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإننا نرحب بك أختنا الفاضلة في موقعك إسلام ويب ونسأل الله أن يبارك فيك وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك بالقضاء.

وما سألت عنه أيتها الفاضلة من تعاملك مع الناس بطيبة وتسامح وعطاء لكنك في المقابل لا تجدين المعاملة بالمثل بل ربما كانت صادمة لك فنقول لك أيتها الفاضلة عدة نقاط:

1- جزاك الله خيرا أولا على ما تقومين به من خير ونسأل الله أن يكون ذلك لوجهه خالصا، واعلمي أن الجزاء على معاونة الناس يدهش العقل فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه" ومعنى هذا أنك تطلبين عون الله في عون الناس فهنيئا لك هذا الفضل الذي هو في حقيقة الأمر منة من الله عليك تستحق منك دوام الشكر له سبحانه.

2- إذا ترسخ المفهوم السابق من أنك تتطلبين عون الله بعون عباده فالمعنى الذي يجب أن يستقر في فؤادك أن المنة من الفقير عليك ومن المحتاج عليك لأنك إن لم تجديه فقدت ما تمنيت، وهذا هو لب المشكلة.

أيتها الفاضلة: إننا نعطي ولا ننتظر ثناء ولا شكرا، وإن أساء من أحسنت إليه فلا ملامة عليك ولا ينبغي أن تجدي حزنا في نفسك لأنك أعطيت في مقابل عون الله لك وقد تحقق هذا ما كانت نيتك لله خالصة فلا عليك أن يشكر أو ينكر بل عليك أن ترضي ربك فهو حسبك ونعم الوكيل.

3- من الأمور المعينة لك أيتها الفاضلة الاعتذار لمن أساء ما أمكنك ذلك، فإن الاعتذار يريح النفس ولا يكلف فوق الطاقة، وقولك فيمن أساء لعله لم يقصد أمر مريح جدا تأخذين أجرا عليه فهو إحسان ظن بالناس وفوق ذلك تريحي نفسك تماما من هذا العناء الذي تحدثت عنه.

وفي الختام نسأل الله أن يبارك فيك وأن يزيدك من فضله وأن يبارك في عملك وأن يجعله خالصا لوجهه ونحن سعداء بتواصلك معنا والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات