الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نوبات الهلع.. هل تلازم المريض مدى الحياة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا مصاب بنوبات الهلع منذ سنة تقريباً لم أتناول أي دواء، لدي أسئلة أتمنى الإجابة عليها بكل وضوح:
1- هل نوبات الهلع مرض مزمن يصاحب المريض مدى الحياة؟

2- هل دواء السبرليكس معالج؟ أي يعالج الخلل ويتم الشفاء نهائيا أم أنه مساعد أم مهدئ؟

3- هل بالفعل وجدوا علاجا نهائيا في أوروبا؟

4- أريد تفسيرا واضحا عن المادة الموجود بالمخ المسببه للخوف؟

5- لماذا لا يوجد مريض تناول الدواء وشفي تماما بل بالعكس يستمر فترة أطول وإذا ترك الدواء انتكس؟

6- والدي أخبرني أنه أصيب بنفس الأعراض في سن 21 عاما، وأنها استمرت سنة وبعدها ذهبت وتشافى تماما، وأيضا عمي نفس الأعراض وخلال سنة ذهبت، فما تفسيركم؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بدر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

سؤالك الأول: هل نوبات الهلع مرض مزمن يصاحب المريض مدى الحياة؟
ثلث حالات الهلع تُشفى تمامًا، والثلث الآخر يظل متأرجحا ما بين التحسن والانتكاسة، والثلث الثالث تظل الحالة موجودة.

هذا باختصار، ولا تعرف الأسباب، لكن احتمال شخصيات الناس تلعب دورًا في ذلك، وجديتهم نحو العلاج أيضًا يلعب دورًا في ذلك، وحين نأخذ الثلث الأول والثاني نستطيع أن نقول أن حوالي ستة وستين بالمائة من الناس يمكن أن يتخلصوا بصورة أو أخرى من نوبات الهلع التي تأتيهم.

سؤالك: هل دواء السبرالكس معالج، أي يعالج الخلل ويتم الشفاء؟
السبرالكس هو أحد محاور العلاج وليس العلاج الوحيد؛ لأن العلاج السلوكي أيضًا مهم جدًّا لاستكمال العملية العلاجية، إذن الدواء وحده لا يشفي، وبالنسبة للدواء ينطبق عليه أيضًا قانون الثلث.

سؤالك: هل بالفعل وجدوا علاجًا نهائيًا في أوروبا؟
هذا الكلام ليس صحيحًا، لكن نستطيع أن نقول: ثلث حالات الهلع أصلاً تُشفى شفاء كاملاً، والثلث الآخر تظل في وضع مستقر جدًّا.

في أوروبا الناس تقتنع أكثر بالبرامج العلاجية السلوكية، هنالك برامج يراجع فيها المريض المختص في التطبيقات السلوكية، وهذا قطعًا يعطي فرصة أكبر للشفاء. هنالك أدوية تحتاج التجربة الآن، لكن لا نستطيع أن نقول أن هنالك دليل قوي قاطع يفيد بأنها تؤدي إلى الشفاء التام من الهلع.

سؤالك الرابع: وهو أنك تريد تفسيرًا واضحًا عن المادة الموجودة في المخ المسببة للخوف؟
التفسير واضح، وهو أنه قد اتضح أن مادة السيروتونين تلعب دورًا في تسبيب الهلع أو في استمراريته، ولا تعرف العلاقة هل تُسبب؟ أم هي فقط تساعد في الاستمرارية؟ وهذه المادة لا يمكن قياسها بصورة مباشرة في أثناء الحياة، لكن إفرازاتها الثانوية الموجودة في النخاع الشوكي يمكن قياسها، وبعد الموت تم تحليل أدمغة الذين يعانون من هذه العلة، ووجد بالفعل أنه لديهم اضطراب في هذه المادة في أماكن معينة في المخ، وأيضًا من خلال أنواع معينة من أشعة الرنين المغناطيسي وجد أن هنالك أنشطة زائدة في بعض خلايا الدماغ، وهذه الأنشطة الزائدة فُسّرت بأنها مرتبطة باضطراب مادة السيروتونين.

سؤالك الخامس: لماذا لا يوجد مريضًا تناول الدواء وشفي تمامًا بل بالعكس يستمر فترة أطول؟
هذا ينطبق على جميع الأمراض معظمها (السكر – الضغط – الاكتئاب – الفصام) فإذن الهلع لا يخرج من القانون المعروف، لكن الذي يجتهد سلوكيًا مع تناول الدواء يعش حياة طبيعية.

سؤالك الأخير: والدك أخبرك أنه أصيب بنفس الأعراض في سن 21 عاما، وأنها استمرت سنة وبعدها ذهبت وتشافى تمامًا؟
نعم هذا جائز جدًّا، وكما ذكرت لك حوالي 35 % من الناس تنتهي نوباتهم تمامًا، هذا بالتقريب، وبعض الناس تنتهي منهم هذه النوبات بدون علاج.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أمريكا sss

    جزاكم الله خبرا واسال الله العظيم رب العرش العظيم
    ان يشفي كل مريض

  • مجهول لولو-المملكه العربيه السعوديه

    روعه الدكتور محمد عبد العليم الله يسعدك
    والله يشفي السائل ويشفيني ويشفي كل مبتلا مسلم ومسلمه .

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً