الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أجهزة قياس الضغط الإلكترونية تعتبر دقيقة؟

السؤال

السلام عليكم

تعرض لموقف عانيت بعده من القلق النفسي لمدة 5 أشهر, عالجت نفسي بالقرآن, والقراءة, والمواجهة, وخلال هذه الفترة تعبت, فزرت الدكتور وقاس ضغطي, فوجده مرتفعا جدًا, فأعطاني علاجا استخدمته لأيام ثم تركته, واقتنيت جهاز (omron) المعصمي, -ولله الحمد- كان الضغط مرتفعا قليلا في بداية الأيام, ثم أصبح طبيعيا لمدة سنتين, تتخللها فحوصات روتينية في المستشفى للضغط عند الإصابة بأنفلونزا وما شابهها.

في يوم ما كنت في مهرجان, وكان هناك طلاب طب متطوعون يقيسون الضغط والسكر, توجهت لهم وأنا خائف جدًا من السكر, فحصت -ولله الحمد- كان سليما, وفحصت الضغط وكان 160/90, وقال لي توجه للمستشفى, ذهب ووجدت ضغطي 149/90, وقال لي الدكتور: غير برنامجك الغذائي, وأوصاني بأشياء كالتقليل من الملح, ومن ثم أرجع له.

أصبت بوسواس شديد, بعدها شعرت بدقات قلبي السريعة, فذهب للمستشفى, ووجدت الضغط مرتفعا, فعملت فحوصات للقلب (الإيكو والتخطيط) وفحصت الكلسترول والدهون الثلاثية والسكر, وكل شيء كان سليما, وقال لي دكتور القلب: لا يوجد عندك ضغط, بل لديك مرض نفسي هو توهم المرض.

رجعت بعد أسبوع وقست الضغط فكان طبيعيا, وقال لي: نراك بعد سنة, قراءات جهاز الضغط المنزلي (omron) دائمًا سليمة, وقد اختبرته مع الممرض، وأتغير 180 درجة وأقلق عندما أدخل إلى المستشفى.

السؤال الأول: هل أعتبر مصابا بالضغط؟ وكيف أتأكد من ذلك؟

السؤال الثاني: هل أعتمد على قياس جهاز الضغط المنزلي (omron)؟ ويتخلل ذلك القياس الروتيني في المستشفى عندما أصاب بوعكة صحية؟

السؤال الثالث: كثيرون يقولون إن جهاز (omron)غير دقيق, فهل معنى ذلك أنه يعطيني أرقاما غير صحيحة دائما؟

والله ستفعل لي الكثير بإجابتك يا دكتور, ولك الدعوات الصالحات، وآسف على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عادل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

ما تشتكي منه هو أمر شائع وسط الكثير من الناس، حيث إن القلق والتوتر والتخوفات كثرت بين الناس، والهموم حول الصحة لا شك أنها متشعبة وكثيرة ومعقدة في بعض الأحيان، والذي أود أن أقوله لك هو: أن تحرص حرصًا تامًا على الصلاة في وقتها، وقراءة القرآن، وأذكار الصباح والمساء، والدعاء، وأن تسأل الله تعالى أن يحفظك وأن يشفيك وأن يعافيك... هذا مبدأ عظيم لا بد أن نبدأ به، بعد ذلك تأخذ بالأسباب، وهي كالآتي:

أولاً: الأشخاص الذين يتخوفون كثيرًا على صحتهم للدرجة التي قد توصلهم إلى ما يعرف بـ (الخوف المرضي) أو (التوهم المرضي) أو (المراء المرضي) وجد ومن خلال دراسات كثيرة وتجارب عملية أن أفضل شيء لهم هو مراجعة الأطباء بصورة منتظمة ومتباعدة, وعدم التجوّل والتنقل بين الأطباء، هذا يُقصد به أن تذهب (مثلاً) إلى طبيب الأسرة, أو طبيب المركز الصحي, أو أي طبيب باطني, أو حتى طبيب عام تثق به، تذهب إليه مرة كل ثلاثة إلى أربعة أشهر من أجل الفحص العام للجسد ووظائفه، والقيام بالفحوصات المختبرية الروتينية المعروفة، هذا فيه دفع إيجابي جدًّا للإنسان، يزيد من الطمأنينة، يقلل من التوهم المرضي، ويجعل الإنسان لا يتنقل من طبيب إلى طبيب.

استعمال الأجهزة المنزلية كأجهزة الضغط وقياس السكر وغيره لا شك أنها مفيدة وساعدت الكثير من الناس، لكن في ذات الوقت إذا شعر الإنسان بأنه دخل في توهمات مرضية يجب أن يبتعد من هذه الأجهزة -هذا مهم وضروري جدًّا– لأن الإنسان يجب ألا يُشخص نفسه، ويجب ألا يؤوّل النتائج التي يتحصل عليها تأويلات قد لا تكون دقيقة، الأجهزة في حد ذاتها متفاوتة، لكن معظمها جيد، هذا لا أحد ينكره، لكن (مثلاً) حين نأتي لقياس ضغط الدم، ضغط الدم له عدة فنيات حين يقيسه الإنسان بصورة طبية صحيحة، الضغط يجب أن يُقاس والإنسان جالسًا، وواقفًا، ونائمًا، يجب أن يُعرف إن كان هناك فرق بين الضغط في اليد اليمنى وبين الضغط في اليد اليسرى، وفي بعض الأحيان من أفضل الظروف التي يُقاس فيها ضغط الإنسان وهو نائم، ولا بد أن تكون هنالك قراءات متعددة لضغط الدم، لا يُعتمد على قراءة واحدة، ولا في يوم واحد، ولا تحت ظرف واحد, فهذه -أخِي الكريم- أسس مهمة.

الأساس الثاني: لا أريد أحدًا أن يعتمد على ما يسمى بضغط الدم العصبي، هذا الكلام خاطئ وليس صحيحًا، بعض الناس يرتفع لديهم ضغط الدم عند الانفعالات، لكن قطعًا معظم هؤلاء سوف يُصابون بارتفاع حقيقي في ضغط الدم, أنا لست مُتشائمًا لكني ناصح.

أنت سألت سؤالاً مباشرًا وصريحًا: هل تعتبر مُصابًا بضغط الدم؟ وكيف تتأكد من ذلك؟ .. المقاسات التي وصلت إليها هي مقاسات مرتفعة بالنسبة لعمرك، وحتى تحت الظروف الانفعالية يجب أن نعطيها شيئا من الاهتمام، لا أقول لك أنك مُصاب بضغط الدم؛ لأن هذا يحتاج للمزيد من التدقق؛ فاذهب إلى الطبيب واتفق معه على آليات أفضل لقراءة ضغط الدم، وأنا أقول لك: في أحسن الظروف أنت لديك القابلية للإصابة بارتفاع ضغط الدم خاصة إذا كان لديك تاريخ أسريّ.

أرجو ألا تتضايق مني؛ لأني أريد أن أملكك الحقائق، وأنا مقتنع قناعة تامة أن ضغط الدم هو من أبسط الأمراض التي يمكن علاجها، لكنه من أسوأ الأمراض إذا أهمله الإنسان أو حاول أن ينكره أو يستنكره، هذا مهم -أخيِ الكريم- وأتمنى أن تكون هذه إجابة شافية وكافية بالنسبة لسؤالك الأول.

أما سؤالك الثاني: هل أعتمد على جهاز قياس الضغط المنزلي؟ .. الإجابة لا تعتمد عليه لتشخيص أنك مُصاب بالضغط أو عدمه، لكن يمكن أن تعتمد عليه للمتابعة فقط، يعني هو لا يكفي أبدًا عن الذهاب إلى الطبيب المقتدر.

سؤالك الثالث: كثيرون يقولون إن جهاز الضغط أمر غير دقيق، هل هذا يعني أنه يعطي أرقامًا غير صحيحة؟ .. لا نستطيع أن نقول أنه غير دقيق، هذه الأجهزة معظمها أجهزة جيدة وممتازة، لكن تأويل القراءات والظروف التي تتم فيها القراءات قد لا تكون مواتية.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أمريكا عبدالله أحمد

    أشكرك يا دكتور..وسأذهب للطبيب..والحمدلله على كل حال

  • السعودية امة الرحمن

    السلام عليكم ورحمة الله
    س

  • الأردن ashraf.zeidan

    الجهاز غير دقيق لانه عندما تضعف البطارية لا يعطيك القراءة جيدا

  • أمريكا فريد

    ممكن تخطيء نعم .

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً