الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خفقان ورجفة وسرعة تنفس، ماذا تعني هذه الأعراض؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أنا فتاة عمري 22 عاماً، أعاني من خفقان مفاجئ في القلب، مع رجفة في اليدين والقدمين، وسرعة في التنفس، وأحس بأن قلبي في معدتي من قوة النبض، وأحياناً دوخة تستمر معي حوالي عشر دقائق، وهذه الأعراض حصلت لي مباشرة بعد أن أنهيت دراستي، ولا زالت تأتيني هذه الأعراض، مع أني ذهبت إلى الطبيب أكثر من مرة، وشخص حالتي بتوتر شديد، وعمل لي تخطيط قلب أكثر من مرة، وكانت النتيجة أن لدي تسارعا حميدا، وصرف لي دواء الـ (إندرال) 10 مليجرام.

أرجوكم ساعدوني في تشخيص حالتي، وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ تالا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

تسارع ضربات القلب بهذه الصورة، مع وجود الرجفة في اليدين والقدمين وسرعة التنفس، هذا غالبًا يكون منشؤه القلق النفسي، وعلى وجه الخصوص هنالك نوبات تسمى (نوبات الهرع أو الفزع) ربما تكون هي السبب، هذه الحالات نعتبرها حالات حميدة وبسيطة، لكن قد تكون مزعجة لصاحبها.

الذين يصابون بمثل هذه الحالات تجدينهم دائمًا يتخوفون حول أمراض القلب، وربما يدخل الواحد منهم في توهمات مرضية، لذا نحن ننصح بأن تحسم الأمور بصورة جيدة وعلمية حتى يطمئن الإنسان.

أنت قمت بإجراء جيد، وهو أنك ذهبت إلى الطبيب وقام بإجراء تخطيط للقلب، لكن الذي أراه أفضل لك هو أن تقومي بعمل ما يسمى فحص الهولتر، والهولتر هو عبارة عن رصد تام لضربات القلب خلال 24 أو 48 ساعة، كل مرافق القلب لديها هذا الجهاز، وهو جهاز بسيط جدًّا، وربما تحتاجين أيضًا لعمل موجات صوتية للقلب.

أنا لا أعتقد أنك تعانين من علة في القلب، لكن الوسوسة لن تنقطع إلا بعد أن تؤكد لك سلامتك من خلال أدلة علمية بيّنة، بعد ذلك بعد أن تتأكدي أن كل شيء سليم.

أتفق معك أن عقار (إندرال Inderal) سيكون عقارًا جيدًا، والجرعة عشرة مليجرام صباحًا ومساءً ستكون كافية، تتناولينها لمدة شهر، ثم عشرة مليجرام صباحًا لمدة شهر آخر، وربما يكون من الجيد أن تتناولي أحد الأدوية المضادة للمخاوف، وعقار (سيبرالكس Cipralex) ويعرف علميًا باسم (إستالوبرام Escitalopram) وهو من الأدوية الفاعلة جدًّا في هذا السياق، والجرعة المطلوبة في حالتك هي جرعة بسيطة، نصف حبة –أي خمسة مليجرام– يتم تناولها يوميًا مساءً بعد الأكل لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعليها حبة كاملة يوميًا، تستمرين عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم تجعلين الجرعة نصف حبة يوميًا لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم تتوقفين عن تناول الدواء.

من المهم ممارسة ما نسميه بصرف الانتباه، لا تركزي على هذه الأعراض أبدًا، حاولي أن تتجاهليها، أشغلي نفسك بأمور أخرى، أديري وقتك بصورة صحيحة، احرصي على الأذكار، احرصي على تلاوة القرآن، مارسي الرياضة، أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة سوف تكون مفيدة جدًّا بالنسبة لك، وفي ذات الوقت أيضًا مارسي تمارين الاسترخاء وهي متعددة، وفي ذات الوقت مفيدة جدًّا.

هنالك كتاب جيد أيضًا لـ (ديل كارنيجي) اسمه (دع القلق وابدأ الحياة)، يمكنك أن تطلعي عليه فيه الكثير من الإرشاد النفسي الجيد.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر حسين

    شكرا و الحمد لله على النصيحة و المعلومة

  • أمريكا أسامه الركابي

    السلام عليكم ..هذا الاعراض ربما بل اكيد تصاحب مرض الغده الدرقيه اعملي تحليل ل نسبة الثايروكسين بالدم

  • البحرين جمال

    قد يكون فتق في البطن..او الحجاب الحاجز..والله اعلم

  • تركيا محمد

    نفس الحالة معي

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً