الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعامل مع زوجتي كثيرة العناد؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا شاب أبلغ من العمر 29 سنة، متزوج منذ 3 سنوات, رزقت بطفل -ولله الحمد والمنة- مشكلتي مع زوجتي تكمن بالتالي: منذ أن تزوجت وفيها صفة العناد, تعاندني على أتفه الأشياء, فقط لتثبت لنفسها أنها هي على الصح وغيرها غلط, عاندتني على أشياء كثيرة, وأحببت أن أثبت لها أن كلامها خطأ, ولما أثبت لها أن كلامي صحيح تهربت مني, وكأنه لم يحث شيء، وحتى عندما أثبت لها بأدلة من القرآن والسنة, واعتقدت أنها ستترك هذا الطبع؛ لكن للأسف لا زالت كما هي.

عندما تتحدث إلي لا تتحدث بطريقة لائقة, فهي ترفع صوتها, وسبق أن نبهتها مرارا وتكرارا بعدم رفع الصوت, والتحدث مع الزوج بهذا الأسلوب, وإلى اليوم لا جدوى من كل محاولاتي.

أنا بصراحة أحبها, وفيها خصال كثيرة جميلة, وقلما نجدها في نساء هذا الجيل، لكن هناك عيوب تكاد ترجح بكفتها على المزايا, وإليكم بعض المعلومات التي قد تفيدكم:

1- هي غير اجتماعية جدا, حتى مع قريباتها, ليس لها علاقات البتة, وعندما أنصحها بالتواصل معهم تسرد لي عيوبهم, وكأننا خالين من العيوب, ولا جدوى من النصائح.

2- هي تحبني جدا (وقد قرأت أن زيادة الحب غالبا ما تعمل مشاكل زوجية والله أعلم) ولكن للأمانة أقولها أنا ألتمس ذلك حقا.

3- أنا أحبها, ولا أقصر معها في شيء أبدا, بل إن أشياء كثيرة أعملها من باب الرفاهية وتيسير الحياة لها, وهذا من فضل الله قبل كل شيء.

أرجو إفادتي, ما العمل مع شخصية كهذه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ khalid ali حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الموقع، ونشكر لك حمدك لله على هذه النعمة، ونشكر لك ثناءك على هذه الزوجة، ونحسب أن فيها إيجابيات، وأنت أيضًا تعترف لها بالفضل وبالإيجابيات وبحبها لك، وتعتبر أنت رجلا مُنصفًا ورجلاً صاحب خير، ولا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا أولي الفضل، فأسأل الله أن يُديم بينكما المشاعر الإيجابية.

ونحب أن نؤكد لك أن هذه الزوجة ينبغي أن تصبر عليها، وتحاول ألا تحقق وتدقق معها، فالمرأة تكره التحقيق والتدقيق، وأرجو أن تتجاوز وتعفو عن مسألة رفع صوتها، لأن بعض النساء صوتهنَّ هكذا، نحن نوقن أنها تكلم الزوج بأدب، ولكن صوتها مرتفع، وعندها طبقات صوت أكثر من الرجل، فبعض الرجال يظن أنها ترفع صوتها، ودائمًا هذه حيلة الضعيف.

ليس معنى هذا أننا نوافق على هذا التصرف، ولكن معنى هذا أننا نريد منك أن تفوّت وأن تتهاون وألا تقف طويلاً أمام هذه المشكلة، رفعها لصوتها، ويكفي أن تقول لها بمنتهى الهدوء (أنا قريب منك، أرجو كلميني بصوت منخفض لو سمحت) في منتهى الهدوء، فلا تقابل صياحها بصياح، ولا تقبل رفع صوتها برفع صوت، واعلم أن الصوت العالي حيلة الضعيف، والمرأة من الضعفاء، بل من الذين أوصى بهم النبي -صلى الله عليه وسلم– فقال: (أُحَرِّجَ حق الضعيفين: اليتيم والمرأة) وأنت -إن شاء الله تعالى– لست مقصِّرًا معها، ولكن نتمنى أن تكون هذه المسألة واضحة.

أما بالنسبة لكونها غير اجتماعية، فهذه طبعًا مسألة أرجو ألا تقف عندها طويلاً، لكل إنسان له نمط في حياته، وربما الاجتماعيات مع النساء أحيانًا تكون نتائجها عكسية، من انتشار القيل والقال والغيبة والنميمة وغير ذلك، وإذا كان طلبك منها يدفعها إلى أن تغتاب وتُسيء إليهم وتتكلم عنهم، فلا تفتح لها هذا الباب، وحاول أن تُبيِّن لها فضائل زيارة الناس وفضائل التواصل مع الأرحام، وإلى غير ذلك من الناحية الشرعية، دون أن تطلب منها، ونتمنى أن يكون هناك دافع عندها يتكون بعد أن تسمع توجيهات الشرع الحنيف الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به.

ولا بد أن تُدرك –أنت والزوجة– أن وجود الإنسان مع الجماعة له ثمن، فيتعرض لمواقف، ولكن مع ذلك المؤمنة التي تخالط الناس، والمؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المؤمن الذي لا يُخالط ولا يصبر، فوجود الإنسان في جماعة له ثمن، لكن بعض الناس لأنه حساس جدًّا –لأنه لا يحتمل لأنه كذا– يصعب عليه أن ينجح في ميدان التواصل، ونعتقد أن الاعتدال مطلوب في المرأة، فالمرأة الاجتماعية جدًّا (الخرَّاجة الولَّاجة) التي دائمًا تتواصل يكون هذا أيضًا على حساب زوجها وأسرتها، ولذلك كل أمر ينبغي أن يكون باعتداء وتوسط وعن رغبة حتى تفوزوا بالأجر والثواب عند الله تبارك وتعالى.

ونذكرك أيضًا بأن النبي -صلى الله عليه وسلم– أمرنا نحن الرجال أن نصبر، وأخبرنا أن المرأة خُلقت من ضلع أعوج، وكون الضلع أعوج وإذا حاول الإنسان أن يُقيمه كسره، معنى ذلك من الضروري أن يقدم الرجل تنازلات وينحني للعاصفة، ولا يقف مع المرأة في العناد ويقابلها، لأن المرأة عاطفية، ولا ترى الأمور نظرة عميقة ولا بعيدة، وإنما تنظر إلى الأمور في الواقع الذي أمامها، ولذلك ترفع صوتها وتشعر بتقصير زوجها، وقد تهاجمه، لكن في قرارة نفسها وحقيقة نفسها هي توقن منزلة الزوج، والدليل على ذلك هي شدة التعلق والحب لك.

نسأل الله أن يديم بينكما المشاعر الإيجابية، ونتمنى أن تصبر عليها، وتُحسن معاشرتها، ونؤكد لك أن المعاملة الحسنة تغيّر الإنسان دائمًا إلى الأحسن.

نسأل الله لك التوفيق والسداد والهداية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • اليمن ahmed

    شجعها للاستمرار بعدم معرفة النسأ لان اغلبهم لاخير فيهم وبالنسبة لرفعصوتها انصحك لاتصبر اكثر من اللازم لانه سوف تتمادي ولكن حذرها فإذا ستمرت قوي قلبك وأدبها كما ينبغي لانك اذا صبرت سوف تتمادي اكثر واكثر وتزهق حياتك

  • السعودية نايف الزهراني

    انا مع الاخ يجب ان تحذرها وبهدوء أن رفع صوتها عليك يجلب لك الكراهيه لها وتوضح حبك لها في نفس الوقت لان عندما تتمادى وتنجب عيال تتفاقم المشكله وانت لن تستطيع الصبر خاصه أمام ابنائك

    النقطه الثانيه حظك انها غير اجتماعيه فدمار الاسر غالبا من المجتمع النسائي الذي ينظر للتقليد الاعمى وتقليد الغرب أنه حظاره
    فقط ذكرها بواجب الزيارات وفي الحديث (زر غبا تزد حبا)

  • العراق علياء

    يجب عليك ان تقول لها كلامها خطاء لكن ليس بصورة مباشرة تجعلها تشعر بان ليس لها تاثير عليك ولكن يجب عليك مسايرتها لكن بما يرضي الله وليس على كل شي

  • رومانيا ابو عبدالعزيز

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
    والله انا نفس الكلام بس انا متزوج من عشرة سنوات وعندي ثلاث اطفال ولكن هي كثيرة تشكي وعدم معرفة حق زوج وكثيرة اطلبات ولكن اقول الصبر زين ونحمد الله ان الصبر من خصال المسلمين واسف كثرة الكلام
    وشكرا

  • الجزائر أبو مريم الجزائري

    والله كأنني أنا من كتبت هذه الأسطر،

  • الكويت ابو يزيد

    والله العظيم نفس مشكلتى وللاسف عجزت عجزت الله يهديها بس وانا قررت انى اتعرف على انسانه وبدعى ربي يرزقنى بنت حلال تستاهلنى

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً