الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل ما أعانيه هلاوس شمية أم ماذا؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من مشكلةٍ عويصةٍ أرهقتني قرابة سبع سنين، وأرجو أن تفتوني فيها عسى الله يشفيني على أيديكم -إن شاء الله-.

بدأت المشكلة حين كان عمري 18 عاماً، وكنت في السنة الأولى من الجامعة حين بدأت أشعر أن رائحة منتنة تصدر مني، فأينما ذهبت أو جلست بجوار أي شخص أراه يلتفت إلي بين حين وآخر ويمسح أنفه ومرة وجهه..إلخ، وأحس أن الضيق يملأه, فأصبحت كثير الاغتسال في اليوم، وكثير التعطر، لكن دون جدوى!

ما زادني حيرة, أن لا أحد من أسرتي أو أصدقائي يصدقني، بل وقالوا إني أتوهم، وأنه لا توجد أي رائحة، وقد أقسمواعلى ذلك، وعدد من سألت كثير جدا، فأكاد أصدقهم, ولا أكاد أخرج إلى الناس حتى أتأكد أني لا أتوهم، الكل يقول أنها وساوس، لكني أقسم بالله أن تصرفات كل من أقربهم ليست بطبيعية.

أداوم على قراءة القران الكريم، والرقية الشرعية، وآيات السحر، بالإضافة إلى أذكار الصباح والمساء والنوم، لكني ما زلت أعاني.

بعد سنتين من المعاناة الشديدة ذهبتُ قاصداً الفتيا عند أحد أحبار البلاد في الشرع والدين اسمه محمد سيد حاج -رحمه الله-، قال لي إنها وساوس يجب عدم الالتفات إليها، وأن أداوم على ما أفعل من تحصينات، سبحان الله! تحسن وضعي كثيرا بعد خروجي منه، بل وأحسست أني قد شفيت تماما تقريبا -ولله المنة- وفي رمضان المنصرم عاودتني نفس المشكلة ولكن بشكل أقوى، انزويت على نفسي، وقد تأثرت حياتي الاجتماعية ودراستي بشكل كبير، وأعاني كثيرا عند الصلاة في جماعة.

الجدير بالذكر أيضا أني أحيانا وفي بعض الليالي عندما أكون ما بين النوم واليقظة يشل جسمي تماما، وأحس كأن ثقلاً عظيماً وضع علي أو تياراً كهربائياً عظيماً يسري في جسدي، ثم يزول الوضع بعد قليل.

أرجوكم أفيدوني أثابكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمع احترامي الشديد لمشاعرك، فإن الهلاوس الشمية موجودة، وتكون غالبا في شكل وساوس قهرية متسلطة على الإنسان، وربما يكون بالفعل هنالك رائحة بسيطة تصدر منك أو شيئا من هذا القبيل، وبعد ذلك حصل نوع من التضخيم والتفعيل النفسي الشديد لهذه الواقعة، ومن ثم اتسع الأمر وازداد ليصبح في شكل هلوسة شمية قريبة من الوساوس.

أسعدني كثيرا أنك ذهبت للشيخ محمد سيد حاج رحمه الله، وقد أفادك ووجهك التوجيه الصحيح، هو دليل على أن هذا الأمر ليس عضويا وأنه قد زالت منك الأعراض بإذن الله بعد أن ذهبت للشيخ.

معاودة هذه الأعراض ليس مستغرباً، لأن الوساوس بطبيعتها قد تكون انتكاسية في بعض الأحيان، وقد تكون مرتبطة بالقلق أو الظروف الحياتية للإنسان، والذي أريده منك أيها الفاضل الكريم أن تقتنع قناعة صارمة بأن ما بك هو نوع من الوسوسة، وتكثر من الاستغفار، وتستعيذ بالله منها، ولا تقم باستعمال المعطرات والمنظفات كثيرا؛ فهذا فيه نوع من التحفيز للوسواس، وهو يثبته ويقويه، فكن إنسانا عاديا ووسطيا في كل شيء.

بجانب ذلك بإمكانك استعمال الدواء الدوائي، وهنالك دواء اسمه موراب، جيد لعلاج مثل هذه الحالات، لكني لا أعتقد أنه متوفر في السودان، وهنالك دواء بديلٌ يُسمى ريزدال، وهو متوفرٌ في السودان، أرجو أن تتناوله، ولو ذهبت للطبيب النفسي فسوف يقوم بتوجيهك وكتابة هذا الدواء لك أو تذهب للصيدلية وتطلب هذا الدواء.

الجرعة هي 1 مليجرام، أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على 2 مليجرام، تناولها ليلا لمدة شهر، ثم اجعلها حبة أي 2 مليجرام لمدة شهرين، ثم 1 مليجرام ليلا لمدة 3 أشهر أخرى، ثم توقف عن تناول الدواء.

اسع أيها الفاضل الكريم أن تصرف انتباهك عن هذا الموضوع، بأن تجتهد في عملك، وأن تكثر من التواصل الاجتماعي، وتمارس الرياضة، وتدير وقتك، وتحرص على صلاة الجماعة وبر الوالدين، والقراءة والاطلاع؛ هذه ستفيدك وتصرف انتباهك تماماً عن هذه الحالة تماما.

نسأل الله لنا ولك التوفيق والهداية والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً