الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وسواس الموت سيطر علي لدرجة أتخيل الناس بعد موتي.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا أعاني من أربعة أشهر من وسواس الموت، ولكن في هذه الأيام أصبح خوفي أكثر، فأصبحت أقول في نفسي أنها ليست فكرة وسواسية، بل إنها حقيقة أني سأموت قريبا، ذهبت لأخصائية نفسية -والحمد لله- تحسنت قليلاً، لكن لم أستطع أن أكمل معها العلاج، بسبب ظروف زوجي العملية التي جعلتنا ننتقل خارج المنطقة، وأنا الآن أعاني من ألم في الصدر والحلق والظهر، أصبحت أخاف الأمراض وأي وخزة تأتيني أشعر بأني سأموت بعدها.

ذهبت لدكتور باطنية لأني أشعر بحرارة في صدري، فعملت تحاليل لفقر الدم والسكر وجرثومة المعدة، -والحمد لله- النتائج سليمة، لكن أشعر بحرارة في صدري وألم في منتصف الصدر والظهر، وأشعر بوخزات في حلقي، دائماً أفكر بأني سأموت وأتخيل الناس بعد موتي، وكيف سيدفنوني؟ أشعر بأن حياتي مملة، لا يوجد لي عمل أنشغل به، دائماً تفكيري بأني سأموت، ولا أريد أن أفعل شيئا، أريد حلاً لمشكلتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ thani حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حالتك من الحالات المعروفة جدًّا، وهي أنك تعانين من مخاوف وسواسية -إن شاء الله تعالى- من الدرجة البسيطة. الوسواس لديك تجسد في الخوف من الموت وتحليل هذه الفكرة والاسترسال فيها، وهذا يؤدي إلى توترات داخلية، يظهر هذا التوتر في شكل انقباضات عضلية، مما يؤدي إلى الشعور بالحرارة في الصدر وكذلك الوخزات، أتمنى أن يكون الأمر واضحًا بالنسبة لك، لأن التشخيص في حد ذاته مهم وضروري ويُريح الإنسان.

الخطوات العلاجية أيضًا بسيطة -إن شاء الله تعالى-، أولاً: يجب أن تكون لك قناعات أن هذه الحالة نفسية وليست جسدية، ولا نعتبرها حتى مرضًا نفسيًا من الناحية المعيارية، إنما هي ظاهرة نفسية.

ثانيًا: هذه الأفكار يتغلب الإنسان عليها بالتجاهل والتحقير وألا يلتفت إليها، ولا تناقشي الوساوس، لا تحاوري الوساوس أبدًا، حوارك لها يجعلك تسترسلين في الفكرة لتتعقد الأمور وتتشابك الفكرة، وبعد ذلك يأتيك نوع مما نسميه بافتقاد المقاومة للوسواس، مما يجعلك تتعايشين معه للدرجة التي قد تدفعك نحو تصديقه، إذًا لا نقاش، لا حوار، إنما هو تجاهل وتحقير وصد للوسواس.

ثالثًا: اجعلي حياتك مليئة بالأنشطة ومفعمة بالأمل وبالرجاء، ولديك أشياء طيبة وجميلة في الحياة يجب أن تنمّيها، وهذا يساعدك في تقليل السلبيات.

رابعًا: إن تمكنت وذهبت إلى طبيب هذا سوف يكون أمرًا جيدًا، لأنك بالفعل محتاجة لأحد الأدوية المضادة لقلق الوساوس، وأعتقد أن عقار (سيرترالين) والذي يعرف تجاريًا باسم (زولفت) سيكون دواءً ممتازًا بالنسبة لك، كما أن (الباروكستين) والذي يعرف تجاريًا باسم (زيروكسات) أيضًا علاج رائع، ويوجد أيضًا (السبرالكس) وحتى (الفافرين) نعتبره عقار جيد.

إذًا اذهبي إلى الطبيب -وإن شاء الله تعالى- سوف يتم اختيار أحد هذه الأدوية لتتناوليها بانتظام لمدة ثلاثة أشهر، وإن صعب عليك أمر الذهاب إلى الطبيب أعتقد أن السيرترالين سيكون الأفضل، والجرعة هي نصف حبة (خمسة وعشرين مليجرامًا) تناوليها ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوع، بعد ذلك تجعلي الجرعة حبة كاملة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المغرب مسلمة و افتخر

    اسال الله العلي القدير ان يشفي جميع المسلمين

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً