الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الوسواس القهري منذ 15 سنة.. هل البروزاك مفيد لحالتي؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا مريضة بالوسواس القهري منذ سن عشر سنوات تقريبا، كانت تأتيني بطريقة تكرار كلمة معينة، أو أؤخر الكلام الذي أقوله أو أقرأه أو الرص على النقط في الكتابة، وكل مرة أشعر بأن الوساوس تزيد أكثر من قبل، وسبل المقاومة عندي تقل، لم يعد بإمكاني مقاومة هذه الأفكار الدخيلة والوساوس كالسابق.

كلما وقعت بمشكلة كلما زادت قوة هذه الوساوس أكثر، وكلما نفرت من فكرة، أو أمر سيء، وعلى قدرة نفوري منه يتكرر في رأسي بطريقة ملحة ومزعجة، وتزيد عند النوم، أو الصلاة، وأصبحت أجد صعوبة في أداء صلاتي بسبب هذه الأفكار، أصبحت حياتي متوقفة على هذه الوساوس، وخوفي منها يجعلها تزيد بقوة أكثر.

أعرف أنها مجرد وساوس سخيفة، ولا تمثلني، لكني لا أستطيع السيطرة على الخوف منها، أو أوقفها، علما بأني مررت بظروف جدًا سيئة بسبب هذه الوساوس، وفقدت ثقتي بنفسي والاهتمام بكل شيء، وأشعر بأني استنفذت كامل جهدي مع هذه الأفكار، ولم يعد بإمكاني مقاومتها أكثر، هل سيساعدني دواء بروزاك في وقف هذه الافكار بعد الله عز وجل؟ وهل يتوفر الدواء بأي صيدلية أو بصيدليات معينة؟ لأني قد قرأت عنه بصفحتكم، ولهذا كتبت استشارتي لكم، علما بأنه لا يمكنني الذهاب إلى طبيب مختص.

وشكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نوال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أتفق معك أن الوساوس مؤلمة جدًّا لصاحبها، لكن بفضل الله تعالى أصبحت الآن تُعالج وتعالج بصورة فاعلة جدًّا.

مساهمة الدواء في العلاج تقريبًا ستون إلى سبعين بالمائة، والبقية يجب أن يُكملها الإنسان من خلال تحقير الوسواس، عدم مناقشته، الإغلاق عليها، تجاهلها وتحقيرها... هذه هي المبادئ الرئيسية لأبسط أنواع العلاج السلوكي.

توجد علاجات أخرى أكثر تخصصا قد لا نستطيع أن نوصلها من خلال هذه الاستشارات، لكن مجرد عدم مناقشة الوسواس، عدم الدخول في حوار معه مع تجاهله، أعتبرها من أنجع وأفضل أنواع العلاجات.

بالنسبة للعلاج الدوائي: نعم أبشرك أن الأدوية فعّالة ممتازة، ويأتي عقار (بروزاك)، والذي يعرف علميًا باسم (فلوكستين) على رأسها، ويتميز بسلامته المطلقة، يتميز بفعاليته الممتازة، وأنه غير إدماني، وغير تعودي، ولا يؤثر على الهرمونات عند النساء.

الجرعة المطلوبة هي عشرين مليجرامًا – أي كبسولة واحدة – يتم تناولها بعد الأكل لمدة شهر، بعد ذلك ترفع الجرعة إلى كبسولتين في اليوم. معظم مرضى الوساوس يحتاجون إلى جرعة كبسولتين إلى ثلاثة في اليوم، علمًا بأن البروزاك يمكن تناوله حتى أربع كبسولات في اليوم، لكن لا أعتقد أبدًا أنك في حاجة لأكثر من كبسولتين.

بعد انقضاء الشهر – كما ذكرت لك – ارفعي الجرعة إلى كبسولتين، استمري عليها لمدة أربعة أشهر، ثم خفضيها إلى كبسولة واحدة يوميًا لمدة ستة أشهر، ثم كبسولة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم توقفي عن تناول الدواء، هذه المدة هي مدة وسطية معقولة وليست مدة طويلة أو قصيرة.

الجرعة كما تلاحظين – أيتها الفاضلة الكريمة – قمنا بتجزئتها حسب المراحل التدرجية المطلوبة، من المهم التزامك التام بتناول الدواء في وقته وبالجرعة المطلوبة وللمدة المقررة، لأن هذه هي الأسس الصحيحة للأخذ بالأسباب ليستفيد الإنسان من العلاج.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً