الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الدم الذي رأيته دم حيض أم استحاضة؟ وهل هناك احتمال حدوث حمل؟

السؤال

السلام عليكم.

بداية أسأل الله تعالى أن يجعل عملكم هذا في ميزان حسناتكم.

مشكلتي: أنني منذ أن تزوجت منذ 5 أشهر؛ والدورة تتقدم علي أحيانا 10 أيام وأحيانا 8 أيام.

ذهبت إلى الدكتورة النسائية، فعملت لي سونارا، وقالت لي: بأن كل شيء جيد، ووصفت لي بروجست100، وطلبت أن آخذه بعد 15 يوما من الدورة لمدة 10 أيام، فأخذته، وتأخرت الدورة، وعملت اختبار حمل منزلي بعد تأخرها بأسبوع، وكانت النتيجة إيجابية، ولكن لم تمض أيام حتى رأيت نقطة صغيرة من الدم، ثم زادت يوما بعد يوم إلى أن أجهضت.

ذهبت للدكتورة من جديد، فأجرت لي سونارا، وكان كل شيء جيدا، ووصفت لي دوفاستون بعد 11 من الدورة، ولمدة 14 يوما، ونزلت الدورة في موعدها، أي بعد 28 يوما، وهذا الشهر لم آخذ أي حبوب فتفاجأت بعد انتهائي من الدورة، أي في اليوم 15 بنقط قليلة جدا من الدم تظهر عند المسح -أعزكم الله-، أما الفوطة فلا يظهر عليها إلا القليل، واستمرت لمدة 4 أيام، أي لليوم 19 من الدورة، بعد ذلك لم تأت الدورة، ورأيت إفرازات مثل التبويض، وذلك بعد 14 يوما من رؤية تلك النقاط.

أجريت اختبار حمل بعد يومين من الدورة، فكانت النتيجة سلبية، أريد أن أعرف ما هو هذا الدم الذي رأيته؟ هل هو حيض أم استحاضة؟

والآن تأخرت دورتي 5 أيام، فهل هناك احتمالية حمل متأخر؟

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم فرح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا يمكن الجزم بأن تأخر الدورة الذي حدث كان حملا، ولتأكيد الحمل يجب عمل اختبار هرمون الحمل في الدم، ولكن هناك خلل في منظومة الهرمونات، وربما هناك تكيس على المبايض، أو وجود أكياس وظيفية أثرت على وظيفة وكفاءة المبايض ومنعت التبويض الجيد.

وهذا التكيس وتلك الأكياس تؤدي إلى خلل في التوازن الهرموني بين الهرمونات المسئولة عن الدورة الشهرية، وهما:
هرمون الأستروجين: الذي تزيد نسبته في النصف الأول من الدورة الشهرية ليبدأ في بناء بطانة الرحم والأوعية الدموية الخاصة بها.
وهرمون البروجيستيرون: الذي تزيد نسبته في النصف الثاني من الشهر بعد التبويض، والذي يغذي ويزيد من سماكة بطانة الرحم ليجعلها بطانة سليمة وصحية، والبطانة السميكة زيادة عن الحد تؤدي إلى غزارة الدورة والنزيف الزائد، أما البطانة الضعيفة فتؤدي إلى دورة شهرية ضعيفة قد تكون عبارة عن نقاط دم خفيفة، أو مجرد علامات للدورة وليس دورة شهرية كاملة.

وبروجست ثم دوفاستون هما هرمون البروجيستيرون لإعادة الخلل في التوازن الهرموني الذي حدث، ولذلك يجب الصبر في الشهور القادمة حتى يتم علاج السبب، وتنتظم الدورة الشهرية، ويحدث التبويض الجيد.

ومن بين الأسباب التي تؤدي إلى أو تكون سببا في خلل الدورة والتبويض هي: زيادة نسبة هرمون الحليب، والذي يؤثر تأثيرا مباشرا على التبويض، ويمنعه، وبالتالي يحدث خلل في التوازن الهرموني بين الهرمونات المسئولة عن الدورة الشهرية.

وزيادة هرمون الذكورة عن الحد المسموح يؤدي إلى ظهور الشعر في بعض مناطق الجسم، وإلى ظهور حب الشباب، كذلك فإن كسل واضطراب إفراز هرمون الغدة الدرقية يصاحبه اضطراب في الدورة الشهرية، لذلك يجب فحص هرمونات الغدة الدرقية وضبط وظائفها، وبالتالي تتحسن عملية التبويض، وتتحسن الدورة الشهرية، وتزيد فرص الحمل -إن شاء الله-.

وهناك تحاليل يجب إجراؤها، وهي تحاليل لهرمون الحليب، وهرمون الذكورة، والهرمونات المحفزة للمبايض، وهرمونات المبايض نفسها، وهذه التحاليل هي:

FSH - LH PROLACTIN- TSH-FREET4-FSH-LH - ESTROGEN -TESTOSTERONE ثاني أيام الدورة، ثم إجراء فحص هرمون PROGESTERONE في اليوم ال21 من بداية الدورة، وعمل السونار على المبايض خصوصا في منتصف الدورة، وهي أيام التبويض، ومتابعة الحالة مع طبيبة متخصصة في هذا المجال.

وحتى يتم إجراء تلك التحاليل، ولإعادة التوازن الهرموني، وبالتالي إعادة تنظيم الدورة، يمكنك تناول:
- حبوب ياسمين لمنع الحمل لمدة 3 شهور.
- ثم تناول حبوب دوفاستون التي لا تمنع التبويض ولا تمنع الحمل، وجرعتها 10 مج، تؤخذ يوميا من اليوم ال 16 من بداية الدورة حتى اليوم ال 26 من بدايتها، وذلك لمدة 3 شهور أخرى.

- وتركيز الجماع على فترة منتصف الدورة الشهرية المتوقع فيها حدوث التبويض لزيادة فرص الحمل -إن شاء الله-.

والوزن الزائد يحتاج إلى عمل حمية غذائية، وممارسة الرياضة خصوصا المشي، وتناول حبوب جلوكوفاج 500 مج مرتين يوميا بعد الغداء والعشاء، وهذا -إن شاء الله- سوف يساعد كثيرا في إنقاص الوزن، ومعالجة التكيس.

وهناك الكثير من الأشياء الطبيعية التي تحسن من التبويض وتعالجه مثل: مشروب شاي البردقوش، ومشروب المرامية، وحليب الصويا، وتلبينة الشعير المطحون مع الحليب، والإكثار من الفواكه والخضروات.

حفظكم الله من كل مكروه وسوء، ووفقكم لما فيه الخير.
_______________________________________
انتهت إجابة الدكتورة/ منصورة فواز -طب أمراض النساء والولادة وطب الأسرة-.
وتليها إجابة الشيخ/ أحمد الفودعي -مستشار الشؤون الأسرية والتربوية-. _________________________________

مرحبًا بك -أختنا الكريمةَ- في استشارات إسلام ويب.

الدم إذا تجاوز خمسة عشر يومًا تبيَّن لنا أن هذه المرأة مستحاضة؛ لأن أكثر الحيض خمسة عشر يومًا، وإذا تبيَّن أن المرأة مستحاضة؛ ففي هذه الحالة ترجع إلى عادتها، فإن كانت لها عادة -كما هو ظاهر كلامك-: فإذا زاد الدم عن خمسة عشر يومًا فإنك تعتبرين أيام عادتك هي أيام الحيض فقط، وما كان من الدم خارجا عن أيام العادة فهو دم استحاضة، لا يمنع الصلاة والصيام، ولكن هذا لا يتبيَّن إلا بعد أن يتجاوز خمسة عشر يومًا، أما قبل خمسة عشر يومًا فإن كل دم ترينه فإنه يعتبر حيضًا.

نسأل الله أن يفقهنا وإياك في دينه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً