الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تنتابني أعراض جسدية ونفسية متعددة، فما تشخيص حالتي؟

السؤال

السلام عليكم

لا أعلم من أين أبدأ حالتي وإلى أي حال أو قسم أشخصها، ولكن سأبدأ بأعراضها: إن أعراض حالتي نفسية وجسدية.

أما عن الأعراض الجسدية فهي:

1- شعور وكأن هبوطا يأتيني في الرأس والعين، وأحس كأنه سيخرج بروحي، وأيضا آلام في مؤخرة الرأس، ويتكرر هذا الهبوط عند النوم على مؤخرة الرأس بمعدل أكثر من خمس مرات وأقل من السبع، وهو لا يستغرق خمس ثوان، وثقل في الرأس يزيد عند المشي، يصاحبه جفاف في الفم ووجع في الساقين.

2- ثقل على العينين.
3- آلام متفرقة في عظام صدري، وخاصة فوق منطقة القلب.
4- سرعة في ضربات القلب على مدار معظم اليوم.
5- آلام في الظهر، خاصة عند الاسترخاء أو النوم على ظهري.
7- حكة في جلدي، أو لسعات تأتيني كل يومين أو ثلاثة أيام، أو تأتي بصورة غير مستمرة، وتكون في جسمي كله.

8- آلام في الكتفين وثقل عليهما، وآلام في جميع عظام ومفاصل صدري.

9- أشعر باهتزاز داخلي في الجسم وليس دوارا أو دوخة يجعلني لا أستطيع الوقوف كثيرا أو الجلوس كثيرا، وغالب الوقت أكون مسترخيا على ظهري، وآلام في الرقبة عند الاسترخاء أيضا من الأمام ومن الخلف، بعض زملائي قالوا لي: أجر فحوصات الغدة، ولكن عندما قرأت عن أعراضها وجدتها لا تتفق مع ما عندي، أم فعلا أنه من اللازم أن أجريها؟

أما الأعراض النفسية:

1- ملل واكتئاب، وفقدان الشعور بلذة الحياة.
2- ربط كل شيء وكل حدث وكل كلمة بالموت، والشعور بأن أجلي قد دنا، وليس خوفا.
3- أشعر عندما أتكلم أو أغضب من شيء أن أعصابي تتفكك مني، وأشعر بصداع في الرأس، وأحيانا شعور بالهبوط.

ذهبت إلى أطباء في جميع المجالات من: قلب، وأوعية دموية، ومخ وأعصاب، وباطنة، وأنف وأذن وحنجرة، وعيون، وعظام، والجميع يقولون: أنني بخير والحمد لله، ولا يوجد عندي شيء.

أجريت تحاليل: سرعة ترسيب الدم، وتحاليل صورة الدم، وتحاليل السكر، والحمد لله كلها جيدة، إلا تحليل سرعة الترسيب فإنه مرتفع قليلا جدا، وأجريت أشعة مقطعية على المخ والحمد لله كانت سليمة.

أسئلتي:
1- هل أعراضي هذه فعلا كما يقول الأطباء أعراض نفسية، أو عصبية، أو لا يوجد شيء عضوي؟

2- إذا كانت نفسية فلماذا يزداد الوجع أثناء السير في رأسي؟

3- إذا كانت نفسية وعندما أجلس وأسترخي وأضحك مع أصدقائي، فلماذا أيضا يزداد الوجع؟ لأنه من المعلوم أنه مرتبط بنفسيتي والأصل أنه يأتي عندما أكون مثلا: لا أضحك أو لا أتكلم أو لا يأتي في وقت نسياني له.

4- هل فعلا يوجد مرض باسم توهم الموت أو وسواس الموت؟

5- لماذا عندما أتقلب في النوم على السرير أشعر بهبوط في رأسي وثقل على عيني؟

6- هل فعلا أعراض الحالة النفسية مستمرة في خلال اليوم كاملا حتى تزول الحالة النفسية أولا ثم تعالج؟

طلبي الوحيد من حضرتك: أن تجاوبني على أسئلتي كل سؤال على حدة؛ حتى يطمئن قلبي، وأتفهم الإجابة جيدا.

أعلم أني قد أزعجك ولكن أملي بالله أن أجد علاج حالتي عندك؛ لأنني فعلا أكاد أكره حياتي.

علما بأن أعراضي الجسدية بدأت قبل أعراضي النفسية بحوالي 20 يوما، وأعراضي الجسدية موجودة منذ ثلاثة أشهر.

وأهم سؤال هو: لماذا تزيد حالتي أثناء المشي أو الجلوس، حتى وأنا أضحك إذا كانت حالة نفسية فالمفترض أن تختفي وأنا سعيد، أريد تفصيلا كاملا لها أرجوك.

وأدعو الله لك من كل قلبي أن يوفقك إلى ما فيه الصالح للبشرية كلها،
وأرجوك يا دكتور إذا كانت حالتي نفسية، أنا لا أريد أن أعالج بعلاج أو دواء نفسي، صف لي أي شيء آخر أفعله، أرجوك وآسف لطلبي هذا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا على تواصلك مع الشبكة الإسلامية، ونرجو لك من الله المعافاة الدائمة.

قد يمكن أن نجد تفسيرا عضويا لكل الأعراض التي تشكو منها، إلا أنك ذكرت أنك قد راجعت العديد من الأطباء وفي تخصصات مختلفة، وكل واحد وبعد إجراء الفحص الطبي، وبعد إجراء التحاليل اللازمة لم يجد أي مرض عضوي يفسر حالتك.

ومن ناحية أخرى: ذكرت في رسالتك أنك تشكو من ملل واكتئاب وفقدان الشعور بلذة الحياة، وأنك تربط كل شيء وكل حدث وكل كلمة بالموت، والشعور أنه قد دنا أجلك، وليس خوفا، وأنك تشعر عندما تتكلم أو تغضب من شيء أن أعصابك تتفكك منك، وتشعر بصداع في رأسك، وأحيانا شعور بالهبوط.

الأعراض التي شكوت منها، وراجعت الأطباء من أجلها من صداع وهبوط مرتبطة كما ذكرت بالغضب، وكثير من الناس من لا يكون عندهم أي مرض عضوي، وتكون الأعراض من منشأ نفسي، يستغربون لماذا لا يجد الأطباء تفسيرا لأعراضهم؟ وهم في الحقيقة يحاولون أن يستبعدوا الأمراض العضوية والتي لها علاج مختلف عن علاج الأمراض النفسية، ويمكن أن يتطور بعضها إن لم يعالج بالأدوية إلى الأمراض العضوية.

وفي كثير من الأحيان لا يمكن وضع كل أعراض المرض في مرض عضوي واحد، ولا يكون هناك في الفحص الطبي، ولا التحاليل ما يفسر أعراض المريض، فعندها يقول الأطباء: على الأكثر إن سبب الأعراض وظيفي أي من منشأ نفسي.

بالنسبة لسؤالك عن آلام العضلات وآلام الصدر وفي الجسم: فإن العضلات في الجسم وخاصة عضلات الصدر وعضلات الرقبة والظهر تتأثر بالوضع النفسي بشكل كبير، ولذا فإنه كثيرا ما تحدث آلام في الصدر وآلام في الرقبة وصداع، وحتى آلام الظهر من منشأ نفسي.

نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة د. محمد حمودة استشاري أول - باطنية وروماتيزم
وتليها إجابة د. محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أخي: تدارست رسالتك بصورة دقيقة جداً، كما أني اطلعت على الرد الذي أورده لك الأخ الدكتور محمد حمودة، وأنا أتفق معه مائة في المائة.

أيها الفاضل الكريم: أنت تعاني من أعراض علة تسمى بالتجسيد، والتجسيد هو من التشخيصات التي ليست بسهلة، وكثير من الناس لا يقتنع بها؛ أي صاحب الأعراض نفسه، وهذا التشخيص تشخيص واقعي جداً، وأنا اعتقد أن حالتك تنطبق عليه بصورة واضحة جداً.

التجسيد يعنى أن أسبابا نفسية شديدة أو بسيطة ظهرت متجسدة في شكل أعراض جسدية، وإذا كانت الأعراض أكثر من 10 فهذا يسمي بالتجسيد الأول؛ يعني أن الحالة مؤكد أنها جسدية، وفحوصاتك الطبية كلها سليمة.

فيا أخي الكريم: تعامل مع حالتك على أنها حالة نفسية، وهذا لا يعني أن تهمل نفسك من الرعاية الطبية أنا لا أوافق على هذا أبداً.

والعلاج يتمثل في الآتي:

أولاً: اقتناعك بالفعل بأنك تعاني من حالة نفسية جسدية، وهذا سوف أتركه لك.

الشيء الثاني هو: أن تمارس الرياضة بانتظام.

ثالثاً: تراجع طبيب الأسرة والطبيب الباطني مرة كل ثلاثة أشهر، مع إجراء الفحوصات الطبية اللازمة، ولا تتردد بين الأطباء الآخرين.

رابعاً: حُسن إدارة الوقت، حسن إدارة الوقت دائماً يعني أن ينجز الإنسان كل شيء يريده من خلال وضع آليات خاصة يدير بها وقته، وهذا لا يعني أن الإنسان سوف يقضي كل وقته في عمل، لا، هنالك وقت للراحة، وهنالك وقت للرياضة، وهنالك وقت للقراءة، وهنالك وقت للعبادة، وهنالك وقت للجلوس مع الأسرة، والترويح عن النفس بما هو متاح، وهذا كله ممكن، وهذا من أكبر الوسائل التي تؤدي إلى حُسن الاستقرار النفسي، حينها يشعر الإنسان بالسرور، يشعر بأنه قد أدار حياته هو نفسه بصورة حسنة، فيا أخي الكريم أنا أنصحك بهذا.

النقطة الأخيرة وهي نصيحة عامة: أن الأعراض التجسيدية يعتبرها بعض علماء النفس والأطباء النفسيين أنها ربما تكون أحد موازيات الاكتئاب، يعني يوجد اكتئاب نفسي لكنه مقنع ويظهر في هذه الصورة الجسدية، وأنا من الذين يؤيدون هذا الخط في التفكير العلمي؛ لذا تناول الأدوية المضادة للاكتئاب مهم جداً، وعلى وجه الخصوص يوجد عقار إفكسر Efexor، أو عقار سمبالتا Cymbalta، فهو أفضل.

هذه حقيقة ذكرتها لك بعد ذلك عليك أن تقرر أنت فيما يخص الأدوية.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر adel

    عندى نفس الأعراض

  • الجزائر محمد

    نفس الاعراض منذ اكثر من 4 سنوات

  • العراق ابو عبدالعزيز الحايلي

    احسنتم ...

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً