الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وصفت لي أدوية لنوبات الهلع لكن بلا فائدة، فماذا أفعل الآن؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وصف لي الطبيب الأدوية التالية:

- دواء لوسترال: 50mg قرصا صباحا وقرصا مساء.
- دواء لامكتال قرصا صباحا وقرصا مساء.
- دواء اولازين: 10mg نصف قرص صباحا، ونصف قرص مساء.
- دواء رستولام: 0.25mg قرصا صباحا وقرصا مساء.

لي 8 أشهر وأنا آخذ هذه الأدوية، وبصراحة من غير فائدة كاملة
حتى الآن، نوبات الهلع تأتيني حتى وأنا في المنزل، طبعا الخروج بعيدا عن المنزل محظور علي من شدة الخوف، فهل أترك الدواء لأنه بلا فائدة، أم أستمر فيه؟ وهل هناك دواء بديل أقوى منه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا شك أن الطبيب قد بذل جهدًا مقدرًا وقام بتشخيص حالتك، ومن ثم قام بتوجيهك للعلاج الصحيح.

الأدوية قد لا تفيد في المراحل الأولى للعلاج، هنالك أدوية البناء الكيمائي فيها متأخر نسبيًا، بل هناك مجموعات من الأدوية قد تؤدي لأعراض سلبية في بداية العلاج، فأرجو أن تصبر على العلاج، خاصة أرى أن عقار لسترال – الذي وصفه لك الطبيب – من الأدوية المتميزة التي تعالج نوبات الهلع والهرع.

اصبر على هذه الأدوية، حتى وإن كان تناولك لها لمدة ثمانية شهور، فهذا لا يعني أن هذه الأدوية قد فشلت، ربما تكون محتاجًا لأن تدعم العلاج بآليات أخرى، مثلاً: تمارين الاسترخاء وانظرها باستشارتنا رقم: (2136015) وجد أنها مفيدة جدًّا لمقاومة نوبات الهلع، ممارسة الرياضة الجماعية أيضًا مفيدة جدًّا، الخروج والتفاعل مع الآخرين، أن تحرص على صلاة الجماعة في المسجد، أن تمارس رياضة جماعية مع أصدقائك، أن تبحث عن عمل، هذه كلها علاجات، وعلاجات ضرورية جدًّا.

الدواء من حيث النفع يمثل أربعين بالمائة فقط، وهذه نسبة ليست سهلة، لكنها قطعًا ليست النسبة الكلية التي ينشدها الإنسان، فلا بد أن تنظر في الآليات والطرق والسبل العلاجية الأخرى بجانب استعمال الدواء.

أنا أرى أن تصبر قليلاً على هذه الأدوية، استعملها كما هي، خاصة عقار لسترال، ربما يكون لديَّ تحفظا حول عقار (رستولام)؛ لأنه قد يسبب التعود، لكن الجرعة التي تتناولها ليست كبيرة.

بالنسبة لدواء الـ (لامكتال): لم توضح أنت الجرعة، إذا كانت الجرعة صغيرة فهذا يعني أن الطبيب أعطاه لك كدواء تدعيمي، أما إذا كانت الجرعة كبيرة فربما يكون التشخيص ليس هلعا فقط، بل ربما تكون هنالك أعراض أو مسميات نفسية أخرى يُعطى اللامكتال من أجلها.

عمومًا هذا هو الذي أنصحك به، ولن أقوم بوصف دواء بديل، الأدوية كثيرة جدًّا، لكن ما وصفه لك الطبيب أعتقد أنه الأفضل والأجدر أن تتابعه، وأرجو ألا تعتبرني غير متعاون، على العكس تمامًا، أنا أريد مصلحتك، وأريد أن أراك معافىً، لكن اتباع الطبيب هو دائمًا الأفضل، الاتباع المباشر.

عمومًا أمامك حل آخر، وهو أن تراجع الطبيب، إذا كانت هذه الأدوية لم تؤد فائدة حقيقية بعد أن تتناولها لمدة إضافية منذ الآن، هنا يجب أن تذهب إلى الطبيب من أجل إعادة تقييم التشخيص، وهذه نقطة مهمة جدًّا.

الذين لا يستجيبون للعلاج: إما أن التشخيص فيه خلل، أو أن الدواء غير صحيح، أو أن الجرعة ليست سليمة، أو أن مدة العلاج غير كافية، أو أن الأدوية تتفاعل مع بعضها البعض بصورة سلبية، أو أن الإنسان لم يطبق الآليات العلاجية الأخرى.

الأسباب معروفة جدًّا، والحلول أيضًا معروفة، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً