الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعرضت لنوبة هرع وذعر مفاجئة، وأفكر بتناول دفريس، فما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أعاني من خفقان مفاجئ في القلب، وتسارع دقات القلب، مع ألم في الصدر، فلا أستطيع الوقوف أو الجلوس، بل أبقى مستلقية على ظهري حتى تزول الأعراض.

شخصت لي الطبيبة الحالة على أنها حالة من الذعر المفاجئ، وقالت بأني أستطيع التغلب على هذه الحالة بعمل حصص من التنويم المغناطيسي، أي أنها ستعود معي إلى الماضي لمعرفة سبب هذه الحالة.

وعندما تأتيني هذه الحالة أحس بألم في معصمي، وألم في صدري، فلا أستطيع فعل شيء سوى الاستلقاء على ظهري، وأبقى على هذه الحالة إلى أن تنتظم دقات القلب، أي من 30 دقيقة إلى 45 دقيقة -والحمد لله-.

شخصت طبيبة حالتي على أنها نوبات هلع مفاجئ attaque de panique، واقترحت العلاج بالتنويم المغناطيسي ومضادات الاكتئاب، فهل يمكن لهذه الطريقة أن تساعدني في التخلص من هذا المرض؟

والطبيبة نصحتني بأخذ Divarius20، ولكني لم أتناوله، فأنا أخاف من الإدمان عليه، وخفت من أن يسبب لي الأرق، وأخبرت الطبيبة بذلك وغيرت لي الدواء، ونصحتني بأخذ anafranil 75، ولكني لم آخذه لعلاقته بالأفكار الانتحارية، وأفكر في أخذ دفريس، فما رأيكم في هذه الأدوية.

أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ oum imane حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالفعل، الأعراض التي جاءتك فجأة هي نوبة ذعر، وتسمى بنوبة هرع أو فزع، وهي حقًّا مخيفة، ولكنها ليست خطيرة أبدًا، وهي تعتبر نوعًا من القلق النفسي المفاجئ الذي لا تُعرف أسبابه.

أنت اتخذت الخطوة الصحيحة، وهي أنك ذهبت إلى طبيبة نفسية، والطبيبة اقترحت عليك نوعًا من العلاج السلوكي، وهو عن طريق التنويم المغناطيسي، ولا أعتقد أن الطبيبة سوف تطبق معك التنويم المغناطيسي بمفهومه القديم، ربما تريد الطبيبة أن تطبق معك نوعا من العلاج عن طريق التأمُّل أو طريق الاسترخاء، وهذه الطريقة معروفة وجيدة جدًّا.

فأقدمي على هذا العلاج، سيفيدك -إن شاء الله تعالى-، وفي ذات الوقت أقول لك أن تناول الأدوية مهم وضروري جدًّا، وأفضل دواء يعالج هذه الحالة عقار يسمى علميًا باسم (إستالوبرام)، وله مسميات تجارية كثيرة أشهرها (سبرالكس).

أنت ذكرت أن الطبيبة وصفت لك عقار يعرف باسم (Divarius)، وهذا الدواء غير معروف لديَّ، فأرجو أن تتناقشي مع الطبيبة حوله، وأنا على ثقة بأن الطبيبة لن تقوم بإعطائك دواء يسبب الإدمان، خاصة أننا الآن نعيش في وقتٍ ليس هنالك حاجة لاستعمال الأدوية الإدمانية، لأن الأدوية السليمة أيضًا متوفرة وفعاليتها مضمونة، فلا تتخوفي حول تناول الأدوية.

عقار (أنفرانيل) جيد وممتاز، ولا علاقة له بالأفكار الانتحارية، والفكر الانتحاري هو فكر بغيض لا يليق أبدًا بمسلم، ومهما كانت وطأته وشدته يجب أن يقاوم ويحقر، والحياة طيبة وجميلة، ومنافذ الشعور بالأمان وراحة النفس كثيرة جدًّا، خاصة من خلال المساندة الأسرية والاجتماعية وتناول الأدوية المضادة للاكتئاب النفسي إن وُجد.

فيا أيتها الأخت الكريمة: أقْدِمي على العلاج، ولا تترددي أبدًا، وعليك أيضًا أن تقومي بتطوير مهاراتك، فأنت لديك أشياء طيبة في حياتك، متزوجة، ولديك مسؤوليات كثيرة، فاصرفي انتباهك تمامًا عن أعراض الفزع أو الهلع، وكذلك الاكتئاب.

الأعراض الجسدية المصاحبة هي نوع من التجسيد يظهر من خلال وجود الأعراض النفسية، ويعرف تمامًا أن القلق النفسي والتوتر النفسي أيًّا كان نوعه كثيرًا ما يظهر في شكل أعراض جسدية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً