الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد رياضة ثقيلة أصابني ارتجاف ونوبات هلع، ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم.
أشكر الإخوة القائمين على هذا الموقع.

لدي مشكلة ولا أعلم إذا كانت نوبة هلع أو لا؟ أنا شاب رياضي، وألعب رياضة كمال الأجسام، وآخذ بروتينات ومشروبات طاقة.

منذ أسبوعين حاولت رفع وزن حديد لتمرين الصدر بـ (الدنابل)، وقمت بمسك الوزن والرجوع على ظهري لرفعه للأعلى، وكان الضغط عاليا على جسمي، وانتهيت من التمرين بسلام، وآخذ مضادا حيويا لحب الشباب، وصفته لي الدكتورة، وكنت أعاني منذ شهرين من ألم بظهري جهة اليسار، تحت الرقبة بنصف شبر.

عند خلودي للنوم أحسست بغصة ودوخة، وفجأة جسمي بدأ بالارتجاف وتقطع نفسي، وأحسست بروحي تفارقني، وعند ذهابي للمستشفى وعمل الفحوصات من تخطيط للقلب وفحص الأوكسجين، ودرجة الحرارة، وضغط الدم، وأشعة للرئتين والقلب، وفحص دم بتحليلين، وقالوا: كل شيء سليم، وإنزيمات القلب سليمة، والصورة سليمة، وفحصني بسماعة الأذن ليتأكد، وقال: أنت يمكن متضايق من شيء، وأنا فعلا منذ فترة كنت أتضايق من العمل، وأفكر كثيرا، وفعلا خلال هذا اليوم كنت أفكر وتضايقت.

استمر معي الوضع أسبوعا وفحصني أكثر من دكتور، وقالوا: إني سليم.

مع أني أحس بغصة متواصلة بحلقي، وألم بمنتصف ظهري من الأعلى، ورجعت لطبيعتي خلال أيام، وبعدها رجعت لي الحالة مرة أخرى، بعد تناول المضاد الحيوي.

أنا فعلا أخاف، ولكن أقاوم الخوف، وفحوصات ضغط الدم مرات 120 ع 80 و130 ع 90، ما الحل لمشكلتي بارك الله فيكم؟

علما أن أعراضي هي ألم في رقبتي من الخلف، وحرقة خفيفة بوسط صدري من الأمام، ونغزة قوية بنصف ظهري من الخلف، وألم خفيف لعصب أصبعي البنصر الأيسر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرى أن حالتك نفسوجسدية لكنها لم تصل لدرجة الهلع، أعتقد أن الذي حدث لك هو نوع من القلق النفسي أدى إلى الشعور بالغصة، وكذلك الدوخة، وحدث لك هذا الارتجاف الذي حدث لك، وأعتقد أن الإجهاد الجسدي الذي حصل لممارستك الشديدة للرياضة، قد يكون أعقبه من الإجهاد النفسي أيضًا، وحدثت لك هذه الحالة.

هذا هو الذي أراه، لا أرى أن الموضوع وصل لمرحلة نوبات الفزع أو الهلع، لكنها قطعًا حالة قلقية.

أخِي الفاضل: فحوصاتك الحمد لله جيدة، ضغط الدم لديك نستطيع أن نقول إنه طبيعي، كل الذي تحتاجه هو أن تمارس تمارين الاسترخاء، وذلك من خلال رجوعك لاستشارة بموقعنا تحت رقم (2136015) فيها الكثير من الفوائد الجمّة التي تجعل العضلات في حالة سكينة واسترخاء، وتؤدي تمامًا إلى زوال النغزات، خاصة في منطقة الظهر والصدر.

عليك أيضًا أن تأخذ قسطًا كافيًا من الراحة، النوم المبكر من أجمل الأشياء، وحاول أيضًا أن تُقلل المثيرات - كالشاي والقهوة – في فترات المساء، وكن حريصًا على أذكار النوم (277975)، وإن شاء الله تعالى فيها خير كثير وكثير لك جدًّا.

أيها الفاضل الكريم: لا مانع من أن تتناول دواءً بسيطا يعرف أنه مضاد ممتاز للأعراض النفسوجسدية، الدواء هو يعرف تجاريًا باسم (دوجماتيل)، ويسمى علميًا باسم (سلبرايد) ويسمى (جنبريد) أيضًا في المملكة العربية السعودية، دواء بسيط جدًّا وفاعل جدًّا، الجرعة المطلوبة في حالتك هي خمسون مليجرامًا، يتم تناولها ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم اجعلها كبسولة واحدة – أي خمسين مليجرامًا – صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

بعد مُضي أسبوعين على تناول الدواء إن لم تتحسن أحوالك مع التطبيقات السلوكية التي ذكرناها؛ فهنا أنصحك بأن تذهب وتقابل الطبيب.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً