الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من نوبة الهلع وتسارع دقات القلب؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة أبلغ من العمر 24 عاما، تزوجت منذ شهر، مررت قبل 3 أعوام بنوبة هلع، اضطررت للذهاب لطبيب نفسي، وتعالجت لمدة 3 أشهر ب(سيروكسات) والحمد لله.

بعدها بعام ونصف شعرت بنفس الشيء، وذهبت للدكتور وأعطاني سبرالكس وموتيفال لمدة 3 أشهر، وأخبرني أن لا أعود مرة أخرى؛ لأن حالتي لا تستدعي، فهو أشاد بي وبشخصيتي وبعقلي، وأنه يتعلم مني بعض المواقف، لكن الظروف الصعبة التي مررت بها هي التي استدعتني لذلك، فشعرت بأنني لا أحتاج للطبيب، وأخبرني أنه لو أصابني قلق أو توتر فجأة أستطيع أن آخذ كبسولة من موتيفال عند الضرورة.

مضى عامان على آخر مرة شعرت بها، بنوبة هلع، وأعيش حياتي بسعادة بين دراستي ووظيفتي كمعلمة بالقطاع الخاص.

للأسف قبل زواجي بأسبوع من التوتر ذهبت للصيدلية، ولم أجد موتيفال، حيث توقف من السوق، وأعطاني الصيدلي علاجا اسمه بروكسات، قال: عند الضرورة والتوتر أستطيع أن آخذه.

أخذته لمرة وتحسنت، والمرة الثانية أصبت بهبوط حاد بالضغط، نقلت للمستشفى، وكانت حالتي يرثى لها، وأتعرق، والحمد لله.

كان بعدها بأسبوع زواجي، ومنذ ذلك اليوم وأنا أفتقد طعم الحياة، وأعيش حالة خوف وتوتر وقلق أزعجتني، وأفتقد شهيتي للطعام، ولم أشعر بأنني عروس أبداً بسبب هذه الحالة.

أضل غالبا بفراشي لأنام هربا من الشعور، فيأتيني وخز بجسدي وحرارة مفاجئة بدماغي، ودوخة وتنميل بقدمي، وتسارع نبضات القلب، أعيش هذا الشعور كل يوم أو يومين، وأقول: إنني سأموت، أصبحت أخاف الخروج أو الذهاب للناس، خوفا من أن يغمى علي!

لم أصارح زوجي أبدا بحالتي، لكنه يرى أنني متضايقة ولا يعلم لماذا؟ شعور الضيق يحاصرني، أحاول إسعاده بقدر المستطاع، لم أعد أشعر بطعم اليوم عندما يمر.

أخاف المرض وعندما أشعر بأنني مريضة تبدأ أعراض التوتر الجسدية علي، وأدخل بحالة لا يعلم بها إلا ربي، وأحاول أن أقاوم إلا أن شعور الموت يأتيني، وزوجي لاحظ هدوئي، فأنا مرحة وأضحك وأسعد من حولي، ويظن أنه مقصر في شيء.

لدي علبة من عقار (موتيفال) وفرتها لي صديقة لي، وعند الضرورة القصوى آخذ واحدة ليوم أو يومين، وأتركها حتى لا أدمن عليها، والأيام الأخرى أحاول أن أقاوم أي شعور وأتجاهله.

هل أخذي له صحيح أو تنصحوني بشيء آخر لا يكون له أعراض جانبية؟ لأنني أخبئ الموضوع عن زوجي، وكنت أريد أخذ الدجوماتيل أو السبرالكس لكن لا أريد أن ألجأ للعلاج لفترة طويلة، ولا أعلم ما هو وضع حالتي! وهل أحتاج لعلاج وقت الضرورة أو لا؟

كل مرة أقول لنفسي: إنني مريضة، وهل هذا المرض النفسي سيستمر؟ أحيانا أشعر أنني سأجنن، وإلى متى سأستمر على المهدئ؟!

أتمنى أن أرزق بأطفال إلا أني خائفة جدا، كيف سأقاوم شعور نوبة الهلع لو أني حامل، أخشى المستشفيات وأتوتر عند دخولي إليها بسبب موقف مر بي فيها، حتى عملي الذي سيبدأ بعد أيام لا أفكر بالذهاب إليه بسبب نفسيتي وخوفي من الذهاب.

أرجو منكم مساعدتي، فأنا أفتقد طعم الحياة التي أريد أن أتذكرها مستقبلا، أريد أن أعود لحيويتي ونشاطي ومرحي.

أرجو منكم مساعدتي والرد علي بأقرب وقت، حتى أستطيع إنقاذ نفسي، وأعود لنفسي، فزوجي أصابه الملل من شخصيتي المكتئبة.

ثقتي بالله كبيرة، ثم بمساعدتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Kma حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

الذي يظهر لي أن نوبات الهلع التي أتتك فيما مضى تولَّد عنها درجة بسيطة من عسر المزاج، لا أريد أن أسميه اكتئابًا؛ لأن هذه الكلمة سخيفة في بعض الأحيان.

أعتقد أنك تستطيعين أن تتواءمي مع حياتك الجديدة، الحياة الزوجية، هي قطعًا جميلة، وأنت الحمد لله تعالى لديك إيجابيات طيبة في حياتك، فلا بد أن تنقلي نفسك فكريًّا ومعرفيًّا لتُخرجي نفسك من هذا الشعور بالكدر والضيق والتوتر، حقّري الفكر السلبي، وابنِ على الفكر الإيجابي، هذا هو المهم.

لا بد أن تجبري نفسك لتحسينِ إدارة وقتك، لا تنقادي بشعورك، انقادي بالواقع، ما يجب القيام به يجب أن تقومي به، ولا بد أن يكون هنالك إصرار من جانبك، هذه الطريقة تساعدك جدًّا للتخلص من الفكر والفعل السلبي، حين تكون أفعالك وأفكارك إيجابية قطعًا سوف تتحول مشاعرك وتصبح على هذا النمط.

بالنسبة للعلاجات الدوائية: أولاً الزيروكسات ليس من الأدوية التي يتم تناولها عند اللزوم كما نصحك الأخ الصيدلي – مع احترامي له – هذا دواء يجب أن يُستعمل بانضباط، هنالك جرعة تمهيدية، ثم جرعة علاجية، ثم جرعة التوقف التدريجي، إذا استعمل بأي طريقة مخالفة لذلك فسوف تكون آثاره سلبية.

أما بالنسبة للموتيفال فهو دواء بسيط جدًّا، لا يتطلب أي انضباط في تناوله، يمكن أن تتناوليه لمدة ثلاثة إلى أربعة أيام، ثم بعد ذلك تتركينه حين تتحسنين، فأنا أؤيد تناول الموتيفال في مثل حالتك.

أما بالنسبة للدوجماتيل فأرجو ألا تتناولينه أبدًا، لأنه يرفع من مستوى هرمون الحليب – والذي يعرف باسم برولاكتين – ورفع هذا الهرمون لدى من هم في عمرك قد يؤدي إلى اضطراب في الدورة الشهرية مما يعيق الحمل، فأرجو ألا تستعمليه، وكما ذكرتِ السبرالكس لا داعي له، حالتك أعتقد أنها أقل من ذلك كثيرًا.

أرجو أن تستعملي فقط الموتيفال، ويكون عندك الجلد والإصرار والعزيمة على التحسن، لأن إدارة التحسن مطلوبة، وشيء من الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة، وتمارين الاسترخاء، والقراءة، وأن تثبتي وردًا قرآنيًا يوميًا تقرئينه، وأن تُكثري من الدعاء والذكر، وأن تشرفي على زوجك في كل خصوصياته، هذا يجعلك حقيقة أكثر تفاعلاً وبصورة إيجابية جدًّا مع الحياة.

في المستقبل إذا احتجت لدواء مضاد للاكتئاب ومحسِّنٌ للمزاج: البروزاك سوف يكون هو الدواء الأمثل، لأن البروزاك لا يؤثر على الحمل.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً