الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أقدم طاعة والدي أم شراء أضحية؟

السؤال

السلام عليكم

أنا بعمر 28 سنة، وأنا متزوج ولي ابنة ولدت قبل عيد الأضحى بشهر، وأنا قاطن مع زوجتي، ووالداي وأختاي يقطنون على بعد 80كم.

أردت أن أضحي في العيد، ولكن ما إن طرحت الفكرة على أبي إذ نهرني، بحجة أنني يجب أن أوفر المال لكي أدفع بعد أشهر مبلغا من المال لشركة قد دفعت لها ملفاً لكي أمنح سكناً.

علما أني الآن ساكن في بيت مأجور، وأجرته مدفوعة من طرف أب زوجتي.

أيضا الظروف لا تسمح بذبح كبشين، حيث أن أبي يسكن في الطابق الرابع، وأنا من أذبح له الأضحية، وسنضطر لحمل كبشين إلى الطابق الرابع ثم قسمتهما من بعد.

هل كان علي مخالفة أبي وشراء الكبش رغم ذلك؟ علما أنه في هذه الحالة سيغضب علي غضبا شديدا؟

من جهة أخرى، زوجتي غضبت وعند قدومها لبيت والدي كادت أن لا تقابلهما، واختبأت في غرفتها، وأحس والداي بذلك، فدفعتها بصعوبة لتصليح بعض الضرر، وكان بذلك هذا العيد أسوأ عيد في حياتي.

أظن تصرف زوجتي كان مبالغا، ومهما كان فهذا يوم عيد، وكان يجب أن تتمالك أعصابها.

هل تظنون ما أظن؟ أرجوكم، أجيبوني بدقة، هل كان علي طاعة والدي أم استباق السنة والتضحية رغم كل شيء؟ وما قولكم لزوجني؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك ابننا الفاضل في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، وطاعة الوالد من أوامر الكبير المتعال، ونسأل الله أن يحقق لنا ولكم الآمال.

لا شك أن طاعة الوالد مقدمة، ولن يندم من يطيع والده وما حصل من زوجتك لم يكن صحيحا، والحمد لله أنك تصرفت بطريقة لبقة، ولا نؤيد فتح هذا الملف مجددا، والاستفادة مما حصل مطلوبة.

أرجو أن توقن أن الوالد كان يريد مصلحتك، ونتمنى أن تنجح في نقل مشاعر زوجتك إلى والديك، ونقل مشاعرهم إليها، فالمؤمن يقول خيرا ويتمنى خيرا، حتى يحصل إصلاح لذات البين، وسوف يكون من المفيد تفادي نقاط وأسباب الاحتكاك والخصام، وعليك إقامة العدل، لأن الرضا يحصل به.

لا يخفى على أمثالك أن الشريعة التي تأمرك ببر الوالد هي الشريعة التي لا تقبل بظلم الزوجة، فاستعن بالله وأقم العدل فإنه يجلب الرضا والراحة والسعادة.

هذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، مع زيادة البر لوالديك حتى لا يجد شياطين الإنس والجن فرصتهم في النميمة والإفساد.

سعدنا بتواصلكم، ونتشرف بالمتابعة معكم، ونسأل الله أن يسهل عليكم، وأن يؤلف القلوب، وكنا نتمنى أن نسمع وجهة نظر زوجتك، وعليك أن توفر لها الدعم المعنوي والتشجيع، وثق بأن تقديرك لصبرها سوف يفجر عندها طاقات، ويدفعها لمزيد من الصبر والاحتمال، وإذا أكرمت الزوجة والدي الزوج نالت عند الجميع أرفع المنازل.

بما أن الدين هم وغم فسارع بالتخلص من الالتزامات المالية، فإن ذلك مما يجلب رضا الوالد، ويتيح لك الفرص الواسعة للمشاركة والمساهمة في المناسبات.

نسأل الله أن يوفقك ويقر عينك بتآلف القلوب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات