الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عندي أمنية وأرجو من الله أن يحققها لي، فبماذا تنصحونني؟

السؤال

أعاني من مشكلتين، الأولى هي: أنا متعلقة بأمنية تعلقا شديداً لا ينقطع لساني عن الدعاء بها وأتمنى حدوثها، وما زلت أدعو الله ومؤمنة بأن الله سيحققها لي ذات يوم.

لكن سؤالي: كثيرون يقولون لي: التعلق الشديد بالشيء يسبب البعد عنه فهل هذا صحيح؟ علما بأني لا أسعى للوصول لهذا الحلم بطريق الحرام أو بفعل الحرام، فأنا فقط ليس بيدي إلا الدعاء ومستمرة عليه، ومتأملة بأن الله سيحققه لي، فهل مقولتهم صحيحة؟

أرجو الإجابة لو سمحتم، وشكرا جزيلاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سواري حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولك في طاعته الآمال.

وقد أسعدتنا ثقتك في الله القدير الذى لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وأمره سبحانه بين الكاف والنون، فسبحان من لا يسأل عما يفعل وهم يسألون.

وقد أخبرنا رسولنا بأنه يستجاب لأحد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، ما لم يستعجل، قيل يا رسول الله وما الاستعجال؟ قال: يقول قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجب لي، فيستحسر عند ذلك ويترك الدعاء.

وإذا كان طلبك ليس محرما وليس في دعائك ظلم، أو قطيعة، أو اعتداء في الدعاء فإن العظيم يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء سبحانه، وأرجو أن يلاحظ الجميع أنه سبحانه من رحمته أنه يجيب المضطر فكيف بأهل الطاعة، والخير، والاضطرار.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بالاستمرار في الإلحاح، والالتجاء والتعلق بالله مع الثقة واليقين، وننصحك باختيار الأوقات الفاضلة، ومراعاة آداب الدعاء، وتحري أوقات الإجابة والتقدم بين يدي الدعاء بصنوف الطاعات، بالإضافة إلى الثناء على قاضي الحاجات، ثم بالصلاة والسلام على رسول رب الأرض والسموات، واعرضي طلبك بيقين وبقلب حاضر، واعزمي في مسألتك، ثم اهتمي بالصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-.

وشكرا لك على التواصل، ونسعد بالاستمرار، ونسأل الله أن يوفقك ويسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً