الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تأتيني نوبات هلع بشكل نادر مع ألم خفيف في القلب، ما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب بعمر 25 سنة، أعاني من نوبات الهلع، ولكن تأتيني بشكل نادر نوعا ما، والحمد لله، وقد قرأت في موقع أن القلق الشديد والخوف من الموت قد يسبب أزمة قلبية، وأنا أستعمل الاندرال 10 عند اللزوم، وحين تمر ساعات ويبدأ ينتهي مفعول الاندرال أشعر بألم خفيف في القلب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ MESHAL حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

القلق والخوف وحتى الهلع يمكن أن نوظفه ونجعله طاقة إيجابية في حياتنا، والهلع ما هو إلا نوع من القلق الحاد، متى ما صرف الإنسان انتباهه عنه وعاش حياة صحية وسوية ممتازة تقوم على مبدأ ممارسة الرياضة النوم المبكر، وحسن إدارة الوقت، والتواصل الاجتماعي، وتطوير الذات، وتطوير المهارات، والالتزام بأمور الدين، هذه هي الحياة التي تزيل كل توتر، وكل قلق، وكل هلع، وكل هرع، فاجعل لنفسك نصيباً من هذا النوع من الحياة.

القلق الشديد والخوف من الموت قد يسبب أزمة قلبية، وهنالك دراسات غير موثقة تشير إلى هذا الأمر أن بعض الناس إذا كان لديهم عوامل مخاطرة أخرى كارتفاع في الضغط أو مرض السكر مثلاً أو تاريخ أسري لمرض القلب ربما يحدث لهم نوع من التأثر السلبي فيما يخص صحة القلب، إذا تعرضوا لقلق شديد.

كما ذكرت لك، هذه الدراسات ليست موثقة، وأنا شخصياً لا أرى أن القلق الشديد يمثل أي سببية مباشرة لحدوث الأزمات القلبية، نعم قد يؤدي إلى ارتفاع بسيط في ضغط الدم وارتفاع ضغط الدم بصورة غير مباشرة قد يؤدي إلى مشاكل في القلب.

أخي الفاضل الكريم، أهم علاج للقلق أن نوظفه ونجعله إيجابياً، وذلك بأن نكون مثابرين في الحياة، وأن نحسن إدارة أوقاتنا، وأن نكون من أصحاب الهمم العالية أن تكون تطلعاتنا لا سقف لها ولكنها واقعية.

نزيل القلق ونزيل التوتر بل نوظفه ونجعله إيجابياً كما ذكرت لك، فاحرص على ممارسة الرياضة واحرص على تمارين الاسترخاء، فهي مهمة جداً وفاعلة جداً، والخوف من الموت أيها الفاضل الكريم لا يزيد من عمر الإنسان شيئاً ولا ينقصه لحظة، والخوف من الموت يجب أن يكون محفزاً للإنسان لأن يعيش حياته بقوة، ويكون دائماً مستعداً للقاء ربه، هذا هو المبدأ الصحيح في الحياة أيها الفاضل الكريم، فأرجو أن تنتهجه.

بالنسبة للعلاجات الدوائية: أي دواء لا بأس به كعلاج لحظي، بمعنى أنه يثبط ويكبح الأعراض الفسيولوجية التي تنتج من القلق، لكن الدواء الأفضل هو استعمال مضادات المخاوف، مثل عقار زوالفت أو سيرترالين كما يسمى علمياً أو باروكستين، والذي يسمى زيروكسات، أو استعمال استالبرام وهو السبرالكس يمكن تناوله من فترة 3 إلى 6 أشهر ويفضل أن يكون هذا تحت الإشراف الطبي النفسي.

أيها الفاضل الكريم، إجراء فحوصات دورية مرة كل 6 أشهر مثلاً، وذلك من خلال مقابلة الطبيب الباطني أو طبيب المركز الصحي أيضاً فيه خير كبير ودافعية، ويجعل الإنسان مطمئنا حيال صحته النفسية والقلبية والجسدية.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • رومانيا مشاري العامري

    السلام عليكم
    ارلاً اشكركم ع الافاده وثانياً
    انا سالت اكثر من طبيب نفسي وموثوق بهم وكان الرد ان نوبات الهلع والقلق والخوف مستحيل تسبب اي مرض بالقلب او غيره وانت اذا لم تكون متاكد فياليت ماتمرض الناس باجوبه غير موثوقه هداك الله والله اعلم واستغفر الله واتوب الليه

  • ألمانيا محمد

    بارك الله فيكم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً