الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد نوبة هلع أصابتني وساوس وقلق.. ما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب عمري 22 سنة. جاءتني نوبة هلع قبل حوالي شهر، أول مرة تجيئني في حياتي، كانت نوبة عبارة عن أفكار كثيرة مفاجئة بدون أي مقدمات، وكنت أحس أني في وقتها سأجن في أي لحظة، وصار عندي خوف لمدة أسبوع أني سأجن أو يجيئني انفصام في الشخصية؛ لأن خالي عنده انفصام في الشخصية.

المهم أن ذلك اليوم انتهى على خير، وذهبت إلى المستشفى فقالوا لي: عندك (anxiety) وأعطوني دواء -نسيت اسمه- وسألتهم: هل هو أقوى من زانكس؟ قالوا: نعم. فرفضته مباشرة، هذا الكلام في إحدى مستشفيات أمريكا، وانتهى ذلك اليوم على خير.

اليوم الذي بعده جاءني خوف، وتحول إلى اكتئاب شديد جدا، ولم أكن أقدر أن أرفع رأسي عن الأرض، فذهبت للمستشفى مرة ثانية وقالوا لي: عندك اكتئاب. ورفضوا أن يعطوني أي دواء، وقالوا: لا بد أن تقاوم، أنت صغير، وانتهى ذلك اليوم على خير.

مر أسبوع وكان صعبا، وبعدها تعافيت تقريبا بنسبة 98٪ وكنت أذهب وأقابل أصحابي، ومبسوطا جدا، وسافرت ولكن كنت في بعض الأحيان أخاف خوفا بسيطا جدا، ويذهب مباشرة إذا تذكرت الأمراض النفسية.

رجعت إلى السعودية قبل أسبوع، وانتكست حالتي جدا: وساوس شديدة، وقلق، وأفكار لا تذهب من الرأس، وخوف أني ممكن أصاب بانفصام الشخصية، وصرت أقرأ عن المرض دائما، ويجيئني خوف إذا قرأت عنه وهلع.

المهم أني بدأت في حبوب سبرالكس؛ لأن أخي وأمي و3 أشخاص من أخوالي يأخذونه لأن عندهم اكتئابا، ويعيشون مع الدواء عيشة جميلة جدا، ونصحوني بالدواء، وبدأت فيه قبل 5 أيام، وفي ثالث يوم سبب لي اكتئابا شديدا، ولكن -الحمد لله- أحس الآن أني تحسنت كثيرا وصرت أخرج مع الناس، واليوم الخامس جاءني خوف، وكنت أريد أن أرجع للبيت، ولكن توكلت على الله، وخرجت مع الشباب، والحمد لله ارتحت.

فكرة انفصام الشخصية لا تغيب عن بالي ثانية واحدة، والسؤال: هل سبرالكس سيفيدني؟ لأن الكل يقول: اصبر على الدواء أقل شيء أسبوعين.

السؤال الآخر: أحتاج نصيحتكم لتجاوز هذه الفكرة التي في بالي ولا تفارقني ثانية وهي فكرة انفصام الشخصية، هل الدواء سيقضي عليها بعد فترة إن شاء الله؟

شكرًا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أيها الفاضل الكريم: نوبات الهلع دائمًا قد تأتي بعدها وسوسة وما نسميه بالقلق التوقعي، وقد يحدث شيء من عسر المزاج، والذي وصفته بأنه اكتئاب شديد.

خلاصة الأمر –أيها الفاضل الكريم– أن الذي تعاني منه هو قلق المخاوف الوسواسي، وتضخمت وتجسدت لديك الفكرة الوسواسية، وهي أنك سوف تُصاب أو أنك مصاب بانفصام الشخصية. حالتك لا علاقة لها أبدًا بمرض الفصام، هذا مجرد قلق مخاوف وسواسي، وإن شاء الله تعالى هو من الدرجة البسيطة، وعليك بتجاهله تمامًا، وأن تصرف انتباهك عنه من خلال أن تُحسن إدارة وقتك، لا تترك مجالاً للفراغ الذهني أو الفراغ الزمني، وتذكّر أن الواجبات أكثر من الأوقات، وأنت صغير في السن، وأمامك فرصة عظيمة جدًّا أن تطوِّر مهاراتك، وتبنِي حياتك على نمط وأسسٍ إيجابية.

بالنسبة للعلاج الدوائي: السبرالكس دواء ممتاز، لكني لا أريدك أن تستعمله لفترة طويلة، ثلاثة أشهر سوف تكون مدة كافية جدًّا. أنت لم توضح لي الجرعة التي تتناولها الآن، إن كنت على عشرة مليجرام فاستمر عليها لمدة شهرين، ثم بعد ذلك اجعلها خمسة مليجرام يوميًا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوع، ثم توقف عن تناول الدواء.

لا بد أيضًا أن تعطي نفسك فرصة حقيقية لممارسة الرياضة، الرياضة ذات قيمة علاجية كبيرة جدًّا، وعليك أيضًا بالتواصل الاجتماعي، والحرص على الصلاة في وقتها... هذه أسس رئيسية لتطوير الذات وتنميتها على أسس إيجابية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً