الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجب علي إخبار الخاطب بالنوبات الصرعية التي تعافيت منها؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة في 25 من العمر، أعاني من الصرع الليلي منذ حوالي 7 سنوات، وقد تم التحكم في النوبات -والحمد لله-، عن طريق اتباع علاج موصوف من طبيب مختص في المخ والأعصاب، وتستطيع القول أني لا أشعر بأني مريضة، حتى أني أحيانا أنسى، وهذا لأن النوبة تأتي في الليل، فأنام وأستيقظ بشكل عادي، وأتناول دواء فينوكسال حبة واحدة يوميا.

والآن أنا في سن الزواج، حيث تقدم شاب لخطبتي، فما مدى تأثير مرضي على الحياة الزوجية والحمل والولادة؟ وهل يجب إخبار خطيبي بمرضي؟ لأن عائلتي ترفض إخباره بحجة أنه لن يؤثر على حياتي، وفي نفس الوقت خائفة أن يتركني بمجرد إخباره، أفيدوني جزاكم الله خيرا، فأنا في حيرة من أمري، علما بأنني لم أعان من نوبة منذ عامين تقريبا.

وشكرا جزيلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ asma حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الصرع الليلي يعتبر من أخف أنواع الصرع، ولكن يجب أن يُعالج، الذي فهمته منك أنك الآن تحت العلاج، لكن الذي لم أفهمه: هل لا زالت تأتيك النوبات الليلية أم لا؟

فإذا كانت تأتيك النوبات الليلية؛ فهذا يعني أن العلاج ليس فعّالاً، وهذا الأمر يجب أن يُحسم، وهنالك أدوية أقوى من الـ (فينوكسال) لأن الفينوكسال حقيقة هو دواء مُهدئ أكثر مما هو مُضاد لعلاج الصرع.

فالأمر المهم والضروري والذي أود أن أحتِّم عليه: إذا كان فعلاً؛ ما تعانين منه هو مرض الصرع يجب أن يُعالج بصورة أفضل، حتى تنقطع عنك النوبات تمامًا.

بالنسبة للزواج: لا أعتقد أنه يوجد ما يمنعك من الزواج أبدًا، ويمكنك أن تعيشي حياة طبيعية جدًّا، فقط بالنسبة للحمل إذا كنت مستمرة على أدوية الصرع؛ ففي مثل هذه الحالة لابد أن يكون هنالك تواصل ما بين طبيبة الولادة وطبيب الأعصاب، لأن بعض الأدوية المضادة لمرض الصرع ليست سليمة مائة بالمائة في فترة تخليق الأجنة، وهي الأربعة الأشهر الأولى.

لا أريدك أن تُزعجي نفسك أبدًا بهذا الموضوع، فقط إذا حدث أن تزوجت -بإذن الله تعالى- وتمَّ الحمل، فهنا يجب أن تُخطري الأطباء، وسوف يتم –إن شاء الله تعالى– الترتيب العلاجي بالصورة الصحيحة بالنسبة لك.

بارك الله فيك، وبالله التوفيق والسداد.
___________________________________________
انتهت إجابة الدكتور/ محمد عبد العليم -استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان-.
وتليها إجابة الشيخ/ أحمد الفودعي -ستشار الشؤون الأسرية والتربوية-.
____________________________________________

مرحبًا بك –ابنتنا الكريمة– في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى أن يُقدِّر لك كل خير، وأن يرزقك الزوج الصالح الذي تقر به عينك وتسكن إليه نفسك.

ما ذكرته -أيتها البنتُ الكريمة– من أنك قد شُفيت من هذا المرض، ومَنَّ الله تعالى عليك بالعافية، وأنه لا يؤثر على حياتك، كل ذلك يجعل إخبار الخاطب بما ذكرتِ أمرًا غير متعين، وليس بلازم، ولا يجب من الناحية الشرعية إخبار الخاطب به ما دمت قد شُفيت منه، ولا يؤثر ذلك على استمتاع زوجك بك، ولا يُوجب نُفرةً، وهذا هو الضابط للشيء الذي يجب بيانه للخاطب عند الخطبة، وربما كان إخبار الخاطب به بعد أن شُفيت منه أمرا يدعوه للشك والريب، فنحن نرى أن ما أشار به أهلك -إن شاء الله- هو الصواب.

نسأل الله تعالى لك العافية والشفاء، وأن يُقدِّر لك كل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أمريكا مختار

    أختي الكريمة أنا رجل متزوج بمرأة تعني نفس المرض وتأكل نفس الدواء والحمد لله عندنا ولدونعش في أحسن حال

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً