الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من مشاكل وأعراض مختلفة ولا أدري أنفسية أم جسدية؟ أفيدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أنا شاب، عمري عشرون سنة، أشكركم -أولا- على جهودكم الرائعة في موقع إسلام ويب.
الاستشارة:
في يوم من الأيام كنت أستمع لأحد الدعاة ليلا وهو يتكلم عن الموت والتوبة؛ فشعرت فجأة بفتور في الجسد، ودوخة، ودقات قلبي قد تسارعت بشكل ملحوظ، وأصبحت أرتجف، وأشعر بضيق في الصدر، وصعوبة في التنفس حتى ظننت أنني سأموت في تلك اللحظة.

تكررت هذه الحالة في أقل من شهر حوالي ثلاث مرات في المرة الأخيرة، ذهبت إلى المشفى إسعافا
وحللت الدم، وقام الطبيب بعمل تخطيط للقلب، قال لي: إن كل شيء على ما يرام، لكن السكر مرتفع قليلا، وقال لي: بسبب الطعام في ذلك اليوم.

أعدت التحاليل مرة أخرى، والتخطيط أيضا أعدته ثلاث مرات والحمد لله، قال الطبيب: إنها سليمة.
والحمد لله هذه الحالة لم تعد لي أبدا بسبب اطلاعي وبحثي عن الأسباب، فتبين لي أنه ما يسمى بنوبات الهلع، علما أنني كنت آخذ دواء مضادا للاكتئاب أو مهدئا لكن ليس بانتظام، فكلما شعرت بضيق أخذت من الدواء.

الآن أعاني من القلق، وعدم النوم المنتظم، والخوف بدون سبب محدد، أصبحت أخاف من كل شيء، إذا أصابني ألم في قدمي أضخمه جدا، وأقول: إنني مريض، وإذا سمعت أن أحدا ما توفي نتيجة مرض معين يصبح لدي قلق غير طبيعي من أن أصاب بمثل هذا المرض.

أحيانا يراودني شعور بأنني لست مكاني، أو أنني لا أعيش ما أعيشه، أو بعدم واقعية ما أعيشه
أحس بعض الأحيان بوخز في الناحية اليسرى من الصدر، لكن هذه الأعراض تزول بمجرد صرف الانتباه عنها.

لدي خوف من الموت، أو أن أصاب بنوبة قلبية -لا قدر الله- وأعاني من توتر وشد رهيب لعضلات الصدر في الناحية اليسرى، وأحس بضربات قلبي في أي مكان أضع عليه يدي، وخصوصا على المعدة، أحس أن القلب في المعدة.

هذه الأعراض حولت حياتي كليا، إذ لا أشعر براحة أبدا، ودائما مشغول بالتفكير السلبي الذي أدرك تماما أنه لا حاجة له، لكنني لا أستطيع مقاومة الأفكار، وجعلتني لا أهتم بأي شيء إلا صحتي، فلا مظهري يهمني، ولا شكلي، ولا طعامي، ولا أي شيء، فما الحل؟ جزاكم الله خيرا.

للعلم أنا ضعيف جدا، ووزني حوالي خمسون كيلو، وإنني شاب كان لدي طموح كبير، وفقدت مستقبلي بسبب الحرب في سوريا، فهل هذا ممكن أن يؤثر على حالتي؟ وأعاني الآن من فراغ في الوقت لدرجة كبيرة، فهل حالتي هذه حالة نفسية أم أنها أعراض لمرض جسدي -لا قدر الله-؟

أرجو نصيحتكم جزاكم الله الخير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما عانيت منه -أولاً- هي نوبات هلع، ونوبات الهلع هي نوع من أنواع القلق النفسي، ولكن الأعراض التي تعاني منها الآن والشكاوي المتعددة التي ذكرتها والخوف المستمر والاكتئاب والأعراض البدنية المتعددة، وتضخيم الأشياء، كل هذه أعراض لمرض التوتر والقلق النفسي، وليس ناتجة عن مرضٍ عضوي، ولذلك أنصحك بالتوقف عن الذهاب للأطباء، وطلب الفحوصات المستمرة وطلب الكشف؛ لأن هذا يؤدي إلى زيادة القلق والتوتر، ولا يُبدد المخاوف.

أنا أعرف ظروف الأوضاع في سوريا، ونحن بدورنا لا نملك إلا أن ندعوَ الله تعالى أن يقيل عثرة البلد الحبيب سوريا، وأن تعود بلدًا معافى، ولكن الحياة مستمرة –يا أخِي– وعليك بمحاولة -قدر الاستطاعة والظروف الصعبة- الحصول على عملٍ أو الانشغال بأي شيءٍ يُخفف عنك هذا التوتر والقلق الذي تعاني منه.

وإذا كان في إمكانك مقابلة طبيب نفسي فيكون هذا هو الأفضل، وإلا فيمكنك تناول بعض الأدوية التي تُساعد في علاج هذا القلق، ويجب أخذها بانتظام وليس عند اللزوم، والابتعاد عن المُهدئات، والدواء المفيد في هذه الحالة يعرف تجاريًا باسم (سيبرالكس Cipralex) ويعرف علميًا باسم (اسيتالوبرام Escitalopram) عشرة مليجرام، نصف حبة بعد الأكل لمدة أسبوع، ثم حبة بعد الأكل، ويبدأ مفعوله بعد أسبوعين، وتختفي معظم هذه الأعراض -إن شاء الله تعالى- في ظرف ستة أسابيع أو شهرين، وبعدها يمكن الاستمرار عليه لمدة ثلاثة أشهر، ويمكن التوقف عن تناوله بعد ذلك، ولا يحتاج التوقف إلى تدرُّجٍ، فيمكن التوقف من تناول الدواء مباشرة بعد زوال هذه الأعراض.

هذه أمراض نفسية وليست أمراضًا عضوية، وما تعاني منه هو اضطراب نفسي وليس مرضًا عضويًا، وهذا الدواء -إن شاء الله تعالى- يُساعدك، مع القيام بتمارين رياضية مثل رياضة المشي –حسب الاستطاعة– والمحافظة على الصلاة والذكر والدعاء، عسى الله أن يُخفف عنك وعن بلدك.

وفقك الله وسدَّد خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • LAMIA

    انا ايضا مررت بهده الحالة سبحان الله نفس الحلة و الاسباب لم كان في عمري 16 سنة في عطلة الصيف والله لقد عانيت كثيرا في صمت والفراغ كاد يزيد من معاناتي لكن الحمد لله لما التحقت بالمدرسة تلاشت المخاوف و الهواجس تدريجيا الى ان اختفت

  • أحمد شويخ

    شكرا جزيلا لكم على جهودكم .. الحمد لله رب العالمين انا الان افضل بكثير من قبل ..

  • رومانيا Lgh

    نفس حالتي , ماكن اعرف وش فيني كنت احسب عين و كذا ولما صرت ادخل الموقع استفدت كثييير وعرفت انها نوبات هلع واختلال انيه ناتجه من قلق نفسي , الله يشفينا جميع

  • الجزائر فارسة القرآن

    الله معاك وربي يشفيك اناايضا اعاني نفس الحالة والسبب حين نزلت على الانترنات وراية الكوت المفاجأومن حينها واناانتظرالموت واعيش صراع نفسي

  • تركيا أحمد شويخ

    انا صاحب هذه الاستشارة وها أنا اليوم أدخل كي اتذكر تلك الايام ولكي أحمد الله الذي عافاني وشافاني من هذه الاعراض القاسية أود اخبار جميع من يعاني من هذه الاعراض أنها أعراض مؤقتة بإذن الله وتزول بسرعة وأن هذه الاعراض ربما تكون فرعاً من فروع أعراض الوسواس القهري الذي بفضل الله قمت بالتخلص منه نهائيا بعد أن مكنني الله منه الطريقة هي التوكل على الله والتجاهل التام "التام بكل معنى الكلمة " فقط تجاهل هذا هو الحل فقط تجاااااااااااهل والله ستزول الاعراض ربما يكون هذا صعبا للغاية في بداية ظهور هذه الاعراض لكن مع مرور الزمن ستتمكنون ان شاء الله من التغلب عليها كما فعلت أنا بفضل الله ومنته والحمد لله رب العالمين الذي عافاني في بدني

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً