الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطبني شاب أصغر مني سنا، فهل أقبل به؟

السؤال

السلام عليكم

عمري 28 عاما، خطبت 3 مرات، كنت أرفض اﻷشخاص لأنهم غير مناسبين لي، أما الآن خطبني شاب عمره 24 سنة، وفيه جميع الصفات التي أتمناها باستثناء العمر.

أنا خائفة أن أقبل على مثل هذا الزواج بسبب فارق العمر بيننا، ولكن جميع البنات من هن في عمري وأصغر مني تزوجن، حتى أخواتي الأصغر مني سناً، ففي مجتمعي البنت التي تصل إلى هذا العمر ولم تتزوج تعتبر كبيرة، وغالباً ما تتزوج من شخص متزوج أو مطلق.

ولا أخفي عليكم أنا خائفة كثيرا من العنوسة، ومن المستقبل، ومن نظرة الناس التي تضايقني بسبب عدم زواجي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ صالحة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فردا على استشارتك أقول:
أولا: الزواج رزق من الله يسير وفق قضاء الله وقدره ويأتي في الوقت الذي حدده الله تعالى قال سبحانه: (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ) وقال عليه الصلاة والسلام: (قدر الله مقادير الخلق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء).

ثانيا: فارق السن بينك وبين من تقدم لك ليس كبيرا، فإن كان قد توفرت في هذا الشاب الصفات المطلوب توفرها في شريك حياتك وأهمها الدين والخلق، كما أرشد لذلك نبينا عليه الصلاة والسلام في قوله: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) فتوكلي على الله.

ثالثا: صل صلاة الاستخارة بحيث يكون قلبك غير ميال إلى أحد الأمرين (الموافقة أو الرفض) وادعي بالدعاء المأثور ثم امضوا على بركة الله، فإن تيسرت الأمور فاعلمي أن الله قد اختار لك هذا الزوج، وإن تعسرت الأمور وانسدت الأبواب فاعلمي أن الله لم يختر لك ذلك، واعلمي أن اختيار الله للعبد خير من اختياره لنفسه قال تعالى: (وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ).

رابعا: تفاني في خدمة زوجك، واهتمي بمظهرك ومظهر زوجك، وأحسني ترتيب منزلك، وأحسني من توديعه حين خروجه إلى العمل، وعند عودته، وهيئي له سبل الراحة؛ تكسبي حبه وتأسري قلبه.

خامسا: كوني متفائلة وأملي في الله خيرا، وتضرعي إلى ربك بالدعاء أن يختار لك ما فيه الخير، وأن يرزقك الزوج الصالح الذي يسعدك.

أسأل الله أن يسعدك ويرزقك الزوج الصالح إنه سميع مجيب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً