الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي مقصر بحقوقي وعلى علاقة بأخرى، فكيف أتصرف؟

السؤال

السلام عليكم.

عمري 39 سنة، وعمر زوجي 50 سنة، زوجي لديه مشكلة منذ يوم الدخلة، وقد استمر زواجنا 15 سنة، ولكن منذ 4 سنوات لم يعطني حقوقي على الرغم من أني تقبلته بعيوبه حتى تستمر حياتنا الزوجية، فهو لا ينام معي في غرفة واحدة، ويتحجج بأمور غريبة، وعلمت قبل 5 أشهر بأنه على علاقة بأخرى، وقد قرأت رسائل في تليفونه الشخصي، واتضح لي الأمر، وقمت بتهديده، وقال بأنه أنهى العلاقة، واتضح لي بأنه ما زال مستمرا بهذه العلاقة، ولا أرغب بالطلاق، فأنا لدي ابنة عمرها 15 عاما، وولد عمره 8 أعوام، وليس لدي مصدر دخل أعول به نفسي وأولادي، فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ الشيماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أختنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، نشكر لك تواصلك معنا وثقتك فينا، ونسأل الله تعالى أن يُصلح زوجك ويُلهمه صوابه ويردَّه إلى رشده.

ونصيحتنا لك ألا تفكري بالطلاق؛ فالحفاظ على البيت وإبقاء الأسرة والتصالح -وإن كان بإسقاط بعض الحقوق- خيرٌ من الفراق، كما أخبر الله تعالى في كتابه، فقال سبحانه: {وإنِ امرأةٌ خافتْ من بعلها نُشوزًا أو إعراضًا فلا جناح عليهما أن يُصلحا بينهما صُلحًا والصلح خير}.

فالصلح خير من الفراق، وإن كانت المرأة قد تتنازل عن بعض حقوقها، كما أرشد الله تعالى في هذه الآية، فبقاؤك مع أولادك في بيتك خير من تشتت هذه الأسرة وفراقها، ومن ثمَّ فإن التفكير في الطلاق ليس هو الحل، وإنما ينبغي لك أن تبحثي عن الأسباب الحقيقية وراء هذه الحال التي يعيشها زوجك، فتفقدي نفسك أنت هل يكره منك شيئًا؟ وحاولي أن تجذبي قلبه إليك بفعل ما يُحب واجتناب ما يكره، سواء في ملبسك، أو في زينتك، أو في غير ذلك.

حاولي أن ترفعي مستوى الإيمان لدى زوجك؛ فإن هذا من أعظم الضمانات التي تحول بينه وبين الوقوع في معاصي الله تعالى، فكوّني علاقات أسرية مع الأسر التي فيها رجال صالحون، يتأثر بهم وبمجالستهم، وحاولي أن تُحثيه وتُشجعيه على الذهاب إلى مسجد الحي وحضور الجماعة وحضور مجالس الذكر.

حاولي أن تُسمعيه ولو بطريقٍ غير مباشر المواعظ التي تُذكره بالجنة والنار ولقاء الله تعالى؛ فإن الإيمان إذا قويَ في القلب قيَّد صاحبه عن المعاصي والذنوب، كما قال الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم-: (الإيمان قيْدُ الفتك).

ننصحك بأن لا تُتعبي نفسك بتتبُّع ما أخفاه زوجك عنك، فإن هذا مع كونه مذمومًا شرعًا فإنه أيضًا يجلب لك أنواع الهموم والغموم، فدعي ما غاب عنك تستريحي بذلك وتُحمدي.

نسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته أن ييسِّر لك الخير، وأن يُصلح زوجك، ويُديم الألفة والمودة بينكما.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً