الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من خفقان وعدم اتزان وخوف من الموت، ما الحل؟

السؤال

السلام عليكم

أنا بعمر ٢٥ سنة، عندما ذهبت للنوم إذا بدقات قلبي تزداد، ويضيق التنفس ويجف الفم، وتنمل في اليدين.

كنت أعتقد أني سأموت، ذهبت للمستشفى قالوا: إن عندي نقص أملاح، وتنومت يوماً، وكانت تأتيني حالات هلع وحالات خوف شديدة من الموت.

الطبيب لم يعرف ما السبب، وقال لا يوجد شيء، ويمكن أن تكون المشكلة نفسية، وخرجت من المستشفى وظننت أني شفيت، وكلها أيام وسأرجع لسابق عهدي، لكن دخلت في دوامة الخوف والوساوس من أن الحالة تتكرر.

عانيت من خفقان وعدم اتزان، -والحمد لله- اختفت، لكن تكررت نوبة الهلع مرتين في الصلاة، مما أخافني وذهبت للمستشفى وعملت تخطيط قلب وأشعة، قالوا: سليم، وسلمت نفسي للأمر الواقع أنه لا يوجد بي مرض.

صرت لا أحس بالراحة، أفتقد شيئاً اسمه راحة منذ بداية الحالة، ومرات أذهب للنوم وأظن أنه آخر يوم لي في الحياة، أحس أني شخص آخر، لست أنا نفس الشخص السابق، وأتحسس من أخبار الموت وعند قراءة خبر وفاة، ولم أكن هكذا في السابق.

قبل يومين استيقظت من النوم وأحسست أني غريب بين أهلي، وأن الحياة غريبة، لا أدري لماذا نحن موجودون مع بعض! ولماذا خلقنا الله، وهذا سبب لي خوفاً كبيراً من أني سوف أجن وأصبح في المصحات العقلية.

لي ٧ أشهر على هذا الحال، تعبت، أريد أن أرجع مثل السابق، ولا أخاف من الموت أو فقدان أحد، ولا أشعر بالغربة وعدم الراحة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من أعراض نوبات الهلع دائماً هو الإحساس بأن الشخص سوف يموت، في أثناء نوبة الهلع يأتي إحساس وفزع وخوف شديد بأن هذا هو لحظة الموت وعندما تنتهي نوبة الفزع يظل هذا الإحساس مع الشخص لفترة ويكون عنده خوف من أن تأتيه النوبة مرة أخرى.

الخوف من الموت أيضاً قد يكون من أعراض القلق النفسي، والقلق النفسي الشديد والتوتر أحياناً أيضاً مع الهلع يحس الشخص من كثرة التفكير والخوف والهواجس وعدم الراحة أنه سوف يفقد عقله والإحساس بالغربة أيضاً أحساس بالغربة بأنك غريب في هذا المكان أو أن هذا الأشياء من حولك تغيرت ولم تعد هذه الأشياء المألوفة لديك كل هذا يا أخي الكريم هو أعراض لقلق نفسي واضح.

على أي حال اضطراب الهلع واضطراب القلق النفسي فكلهما يقع تحت دائرة اضطرابات القلق، وعلاجهما يمشي في نفس المسار أو الخطة، وهو أولاً: هناك أشياء معينة يمكن أن تقوم بها أنت، أشياء بسيطة غير نمط حياتك حاول أن تفعل الأشياء التي تؤدي إلى الاسترخاء مثل الرياضة، رياضة المشي أجعل لك برنامج يومياً للمشي لمدة نصف ساعة إلى 40 دقيقة على الأقل 5 أيام في الأسبوع أو إجراء بعض التمارين الخفيفة في المنزل.

لتكن لك هوايات أخرى لكي تنشغل عن نفسك ولا تنشغل بنفسك لكي لا تستسلم ويكون التفكير والخوف في معظم الأوقات، وإلا فإذا كان عندك طريقة للتواصل مع معالج نفسي يجيد عمليات الاسترخاء النفسي فيمكن أن يعطيك دروس في الاسترخاء الجسدي وبعدها يمكن أن تمارسه بنفسك وهو إما عن طريق العضلات أو عن طريق التنفس، هذا من ناحية العلاج النفسي.

أما من ناحية العلاجات الدوائية، فهناك أدوية كثيرة يمكن أن تساعد في نوبات الهلع والقلق النفسي وأنصحك بتجربة علاج السبرالكس واسمه العلمي استالبرام، السبرالكس (استالبرام) 10 مليجرام ابدأ بنصف حبة ليلاً لمدة أسبوع ثم بعد ذلك تناول حبة كاملة أو قرص كامل ليلاً وعادة يبدأ المفعول بعد أسبوعين وتحتاج من شهر ونصف إلى شهرين حتى تشعر بالفائدة المطلوبة، وإذا حصل فائدة بدرجة معقولة ولكنها لم تكن كاملة فبعد ذلك يمكنك زيادة العلاج إلى 15 أو 20 مليجرام يومياً.

أنصحك بالاستمرار في هذا العلاج لفترة لا تقل عن 3 شهور ويفضل 6 شهور حتى تختفي الأعراض نهائياً وتعيش حياة متوازنة والجمع بين العلاج النفسي والعلاج الدوائي هو أفضل من العلاج الدوائي وحده أو العلاج النفسي وحده.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً