الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعيش حالة قلق وضيق في مواقف وأوقات معينة، فكيف أتخلص منها؟

السؤال

السلام عليكم.

مرة وأنا جالس كالعادة أشتغل على الكمبيوتر، فجأة شعرت بتسارع دقات قلبي، وضيق في التنفس فهرعت إلى المستشفى، مع زيادة التوتر في الطريق، وأحسست بقرب أجلي، وعملت التحاليل، وكانت كلها سليمة، وتم تشخيص حالتي أنها قلق.

بعد يومين عادت نفس الحالة، فتوترت وذهبت للمستشفى مرة أخرى، فقالوا لي: حالة قلقية وستخف -إن شاء الله-، فازداد التوتر، فقمت بعمل صور إشعاعية، وكانت النتيجة سليمة.

بدأت حالتي لما كنت أعاني من أعراض عضوية، استشرت فيها أطباء، وأظهرت التحاليل و الأشعة أنني لا أشكو من أي مرض، سوى الأنيميا، علما أنني خلال عامين أنجبت طفلين، ثم فجأة دخلت في مرحلة وسواس الموت وحزن وخوف شديد، فحرصت على صلاة الفجر، وقراءة القرآن والأذكار، رغم أنني أشعر بضيق وكتمة في صدري كلما تلوت القرآن.

بقيت على هذا الحال حتى انتابتني تلك الحالة التي سبق ذكرها في أول الرسالة، علما أنها لا تنتابني إلا وأنا جالسة أمام التلفاز أو الكمبيوتر، أو نائمة، كما ينتابني شعور غريب قبل الغروب يوميا.

سئمت من هذا الحال، هل من علاج؟ بحثت عن دواء سبرالكس، ولم أجده، هل من دواء يصرف من غير وصفة؛ لأنني لا أستطيع الذهاب إلى طبيب نفساني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ KELTHOUM حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولاً: هذه النوبات التي أتتك هي نوبات فزع، أو ما يسمى بالهرع، أو ما يسمى باللغة الإنجليزية BANIC ATTASEKS، وأول ما أنصحك به هو إذا حدثت لك هذه النوبات مرة أخرى أرجو أن لا تذهبي إلى قسم المستعجلات أو قسم الاستعجالات أو الطوارئ، الحالة بسيطة جداً، خذي نفسا عميقا ثلاث أو أربع مرات متتالية، واجلسي في مكان هادئ وسوف تجهض النوبة -إن شاء الله تعالى-.

الأمر في غاية البساطة. أما بالنسبة للعلاج على المدى البعيد فيجب أن تعرفي أن هذه الحالة بسيطة ليست عضوية، المشاعر المخيفة التي تأتيك معها هي مشاعر نفسية، لن يتحقق منها أي شيء -إن شاء الله تعالى-.

خطوة علاجية أخرى هي أن تطبقي التمارين الاسترخائية بدقة وكثافة، وإسلام ويب لديها استشارة تحت الرقم 2136015، أرجو أن تطلعي عليها وتستوعبيها الاستيعاب الكامل، ثم تطبقي ما بها.

نقطة أخرى مهمة: هي أن تشغلي نفسك بمهامك الحياتية وواجباتك المنزلية والزوجية والأسرية، وتوزعي وقتك بصورة جيدة، تأخذين قسطا كافيا من الراحة تمارسين أي نوع من الرياضة، عليك بالقراءة والاطلاع، الحرص على أمور دينك، التركيز على النوم الليلي، هذا كله يطور من مهاراتك ويجعلك تستفدين من وقتك بصورة ممتازة، مما يصرف انتباهك عن قلق المخاوف الوسواسي، وهو من الدرجة البسيطة، وأنت تعانين منه، ويأتي على قمته نوبات الفزع والهرع التي تحدثنا عنه.

العلاج الدوائي أتفق معك أنه مهم وضروري وفاعل، لكن يجب أن يدعم بالآليات العلاجية التي تحدثنا عنها سلفاً، عقار سبرالكس من الأدوية الممتازة، قلت أنك لم تحصلي عليه، البديل هو عقار سيرترالين والذي يعرف باسم زوالفت أو يسمى لسترال، وأحسب أنه متوفر في الجزائر، الجرعة هي أن تبدئي بنصف حبة 25 مليجرام تتناوليها ليلاً لمدة 10 أيام، ثم تجعليها حبة كاملة أي 50 مليجرام ليلاً لمدة شهر، ثم تجعليها 100 مليجرام ليلاً لمدة 3 أشهر، ثم حبة واحدة 50 مليجرام ليلاً لمدة 4 أشهر، ثم 25 مليجرام ليلاً لمدة شهر، ثم 25 مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم تتوقفي عن تناول الدواء.

الدواء من الأدوية الفاعلة، من الأدوية الممتازة، قليل الآثار الجانبية جداً، وليس له تأثيرات أبداً على الهرمونات النسوية، ربما يفتح شهيتك قليلاً نحو الطعام مما قد يؤدي إلى زيادة في الوزن لدى بعض الناس، فإن حدث لك شيء من هذا أرجو أن تتخذي المحاذير الغذائية المعروفة.

وللفائدة راجعي منهج السنة النبوية لعلاج الأمراض النفسية: (272641 - 265121 - 267206 - 265003).

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً