الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يمكن أن أشفى من نوبة الهلع التي أصابتني؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب مهندس، عمري 25 سنة، مقبل على الزواج، منذ صغري وأنا أعاني من وساوس قهرية كعمل حركات غير مفهومة، أو قول كلمات بلا معنى تأتيني تارة وتذهب أخرى!

منذ سنة تقريباً سافرت للعمل، وجاءني إحساس بالخوف من الطائرة، وأنه سوف يحصل لها مكروه أو يصيبني شيء؛ فظللت متوتراً وعلى أعصابي إلى حين عدت للمنزل، وفي تلك الليلة عندما شرعت للنوم جاءني إحساس مخيف، وضاق نفسي، وشعرت بوجع في بطني ودوار، وزيادة ضربات القلب، وكأني سوف أموت، وبقيت الحالة حوالي نصف ساعة، ونمت.

ومن يومها تلخبطت وتغيرت حياتي، وأصبحت خائفاً أفكر بالموت دائمًا، وخيالات وأفكار غريبة، وأشك بالذات الإلهية -والعياذ بالله-، مع أني مداوم على الصلاة ولم أقطعها. وأحسست أن الحياة ليست واقعية، وجاءني الإحباط وعدم الفرح، والكآبة والحزن والهم.

سافرت للأردن، وذهبت لطبيب نفسي، وصف لي دواء لورانس 1مجم(لورازيبام) من 2 - 3 مرات في اليوم نصف حبة. ودواء زيلاكس (ايستالوبرام) 10 مجم نصف حبة، ثم رفعها إلى حبة كاملة. واستمررت على الدواء لمدة 4 أشهر، وشعرت بتحسن كبير، حتى أني قد خففت التدخين إلى حد كبير.

بعد أربعة أشهر من إيقاف الدواء، وقبل أسبوعين عادت لي نفس الأعراض وأنا أقود السيارة، شعرت بخوف ودوار، ورجعت نفس الأفكار، لكن تلك المرة عرفت أنها نوبة هلع، فاستطعت السيطرة عليها.

عدت لاستخدام دواء لورانس نصف حبة، وهذا الدواء يشعرني بحال أفضل وعدت لاستخدام الزيلاكس 20 مجم نصف حبة، والآن بعد أسبوعين أحس بتحسن.

هل لهذه الأدوية ضرر على صحتي؟ وهل يمكن أن أشفى من هذا المرض نهائيا ولا يعود لي؟ أنا مقبل على الزواج وأخاف أن يؤثر هذا على زواجي. وهل هناك أعشاب طبية لتهدئة الأعصاب؟

آسف على الإطالة، وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأخ الكريم، بالرغم من معاناة الوساوس منذ الصغر، لكنك -الحمد لله- استطعت أن تنجح في حياتك، وتنهي دراستك الجامعية، وتتخرج كمهندس، ولكن منذ عام تقريباً حصل لك رهاب وخوف، وتوتر وقلق، واستمرار في التفكير في الموت من أعراض القلق النفسي، والاستمرار في القلق يؤدي إلى أعراض اكتئاب نفسي، واللورانس مهدئ ومضاد للقلق فقط، ومن مجموعة تسمى البنزوديازبين، وللأسف الشديد الاستمرار فيه قد يسبب الإدمان؛ ولذلك عادة نوصي باستعماله لفترة قصيرة عدة أسابيع، ولا تتعدى الثلاثة اشهر على الإطلاق، ويستحسن استعماله لمدة شهر، وبعدها يستعمل عند اللزوم فقط وعدم الاستمرار عليه.

أما الزيلاكس؛ فهو مضاد للاكتئاب ومضاد للقلق في نفس الوقت، ولا يؤدي إلى الإدمان، ويمكن استعماله لفترة 6 شهور أو 9 أشهر أو حتى أكثر من ذلك في حالة استمرار الأعراض أو في حالة حدوث انتكاسات، وهو أيضاً مفيد للنوبات الهلع؛ إذاً لا بأس من العودة للزيلاكس الآن، و20 مليجراماً جرعة مناسبة، ولكن أنصحك بعدم الاستمرار في اللورانس حتى ولو كانت نصف حبة، لا تأخذها بانتظام لفترة طويلة، وبالذات بعد مرور شهر أو شهر ونصف على استعمال الزيلاكس؛ لأن هذه الفترة الكافية يبدأ الزيلاكس في مفعوله والتحسن في الأعراض التي تعاني منها؛ ولأن الاستمرار في اللورانس قد يؤدي إلى الإدمان كما ذكرت، إذاً ليس هناك ضرر صحي من الاستمرار في الزيلاكس يا أخي الكريم، وبإذن الله إذا استمررت في العلاج بانتظام يمكن زوال هذه الأعراض، وأن تعيش حياة مستقرة وهانئة، وليس هناك مانع على الإطلاق من الزواج، بل إن الزواج قد يكون عاملاً مهماً في استقرارك النفسي وحياتك بصورة عامة.

ليس لي دراية كثيرة بالأعشاب أنا شخصياً، ولكن المعروف عن الأعشاب أن هناك أعشاب مختلفة بعضها مهدئ وبعضها يساعد على النوم، وبعضها يساعد على علاج القلق، ويعرفه عادة العشابون وأصحاب العطارة، فعليك اللجوء إليهم، والأعشاب الطبيعية هناك جدل في فائدتها من عدمها.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً