الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

توتر وضيق صدر وتسيطر علي أفكار وتخيلات

السؤال

السلام عليكم
حالتي تتمثل في الآتي:

1- كثرة الحديث مع نفسي عن أشياء أريدها، أو حوار أتخيل فيه شخصا يجري معي حوارا، أو عن أشياء أريد فعلها، وأتخيل هذا الشخص يقول لي عبارة، وأنا أقوم بالرد عليه, وهذا الحديث مع النفس طوال اليوم دون انقطاع، في الصلاة، والعمل، أثناء الأكل، أثناء وجودي مع زملائي في العمل، طوال اليوم يستمر هذا الحديث، وأحاول أن أمنع نفسي، ولكن دون جدوى.

2- بعض الأفكار تأتي في فكري، وتسيطر على فكري حتى أفعلها مثل: شراء جهاز معين، أو بعض الأمتعة ورغم اقتناعي تماما بأن هذه الأشياء لا تأثير لها على حياتي، ولا يوجد منها فائدة إلا أن التفكير فيها ما يجعلني أقوم بشراء هذه الأشياء، وأشياء من هذا القبيل.

3- النسيان حتى في صلاتي رغم الجهد الكبير لمحاولتي التركيز فيها، وعدم نسيان عدد الركعات إلا أني برغم ذلك لا أتذكر هل قرأت فاتحة الكتاب أم لا؟ هل أديت الركعات أم لا؟

4- وكذلك قيامي بقراءة موضوع خاص بعملي، وعمل بحث في هذا الموضوع إلا أنه بمجرد الانتهاء من بحثي أحاول تذكر الموضوع والقوانين والأفكار التي قد قرأتها من قبل فلا أتذكر عنها شيئًا.

5- إذا دار حوار مع أحد الأشخاص عن موضوع معين، وبعد الانتهاء من الحوار، أريد تذكر ما دار في هذا الحوار فأتذكر بعض الأمور فقط دون كامل الحوار.

6- عدم التركيز.

7- التوتر الشديد أثناء الكلام مع أحد الأشخاص.

8- قلة الكلام رغم أني أحب أن أتكلم إلا أني لا أجد موضوعا أتكلم فيه فأظل صامتا.

9- ضيق الصدر في كثير من الأحيان رغم عدم وجود مبرر لذلك.

10- أريد أن أفعل ما أفعله كل يوم، وإذا لم أفعل ما أفعله كل يوم أصبح أكثر ضيقا مثل: الإفطار، ثم الشاي، ثم القهوة قبل عملي، فإذا لم أفعل كل هذه الأشياء أحس بضيق في صدري وعدم الراحة.

علمًا بأني شخص ملتزم دينيًا، ومتزوج، أفيدوني، جزاكم الله خيرًا، بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على هذا السؤال.

أنت لم تذكر لنا عمرك، ولكن أقدر أنك من الشباب، ولذلك يمكننا أن نستبعد بعض المشكلات الصحية والتي تشبه أعراضها ما وصفت في سؤالك، إلا أنها تصيب ربما بعض كبار السن.

ويمكن أن يمر الشاب أحيانا ببعض الأعراض التي قد يستغربها هذا الشاب، كالأعراض التي وردت في سؤالك من أنك تتحدث مع نفسك، أو تشعر بالضيق، أو ضعف التركيز...

وربما هناك أكثر من تفسير لما وصفت في سؤالك:
الأول: أن تكون حالة بسيطة وعابرة من الإجهاد والتعب النفسي والجسدي، وربما من الحساسية الشديدة مع نفسك، ولذلك فأنت تشعر وكأنك تتحدث مع شخص غيرك، أو تشعر وكأنك أمام شخص غير حقيقي.

الثاني: كثيرا ما تظهر مثل هذه الأعراض عند من يتعاطى بعض الأدوية أو المخدرات، سواء أثناء تعاطيه أو في الأيام الأولى بعد التوقف عن التعاطي، وطبعا ليس في سؤالك ما يشير لهذا التعاطي، ولكن أذكره من بال استكمال كل الاحتمالات.

ثالثا: هناك بعض الاضطرابات النفسية التي تكون من أعراضها مثل هذه الأعراض، بحيث يشعر الإنسان وكأنه يتحدث مع شخص آخر، أو أنه عندما يتحدث يشعر وكأنه يستمع لشخص آخر غيره، أو يشعر بأنه لم يعد ذلك الشخص الذي كان يعرفه من قبل، وبعض هذه الاضطرابات النفسية خفيفة والبعض الآخر شديد ويحتاج لعلاج وبشكل مبكر.

ويمكن لبعض هذه الاضطرابات النفسية كالاكتئاب والقلق أن تحدث مثل هذه الأعراض، ويمكن لهذا الاكتئاب أن يفسّر ضعف التركيز والنسيان وضيق الصدر، وتجنب الناس مع قلة الرغبة في الحديث والتعايش، فما العمل الآن؟

أنصحك إذا استمرت عندك هذه الأعراض، واستمر انزعاجك منها، فأرجو أن لا تتأخر بزيارة طبيب عام أولا، حيث يمكن أن يفحصك سريريا، وربما يقوم ببعض الاختبارات الدموية البسيطة، ومن ثم يمكن أن ينصحك بالخطوة التالية، والتي قد تكون زيارة الطبيب النفسي، وخاصة إذا استمرت الأعراض وزادت شدتها.

حفظك الله من كل سوء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً