الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يداهمني الشعور بالموت ولا أستطيع النوم بسببه، فكيف النجاة منه؟

السؤال

السلام عليكم

أرجو المساعدة يا دكتور، مشكلتي بدأت حين كنت أذاكر للامتحانات، وأحسست بشيء غريب، وقلت في نفسي هذا الموت، وازدادت دقات قلبي كثيرا، وشعرت بضيق في صدري، وانخفض ضغط دمي، ولما راجعت الطبيب، قال: لا تشتكين من شيء، فعملت الفحوصات، وكانت كلها سليمة.

فكرة الموت لا زالت تطاردني كل دقيقة، في الأول كانت تصيبني نوبات فزع، وما أقدر أنام إلا بصعوبة، والآن خفت تلك الآلام، لكني لا زلت أفكر ليل نهار، وهذا ما أشعرني بالاكتئاب، ولا أستطيع مراجعة دروسي، وأصبحت مدمنة على قراءة هذه المقالات في الانترنت.

كنت أقرأ أن الإنسان يحس عندما يقترب أجله، والآن أنا مكتئبة و لا أستطيع النوم إلا بصعوبة، وقلبي يخفق دائما بسرعة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ mery حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية، ونهنئك بقدوم شهر رمضان الكريم، أنت لست مريضة، الظاهرة التي حدثت لك هي ظاهرة قلق نفسي مرتبط بنوبة فزع وهرع، والنوبة من وجهة نظري أيضاً خفيفة -إن شاء الله تعالى-، الإشكالية التي تعانين منها الآن هي الوسوسة حول ما حدث لك، وأن ما يمكن أن نسميه بالقلق التوقعي، هذه الحالات يتم التخلص منها عن طريق التجاهل التام، وتنظيم الوقت، والنوم الليلي المبكر مفيد جداً في هذه الحالة، التعبير عن الذات وعدم الاحتقان الداخلي، المساهمة في الأنشطة الأسرية والأنشطة الاجتماعية، تطبيق التمارين الاسترخائية خاصة تمارين التنفس التدرجي مفيدة جداً، وأن تحرصي في دراستك، طاقاتك النفسية يجب أن توجه التوجيه الصحيح.

القلق والفزع والهرع والوسوسة تأتي من خلال الاحتقانات النفسية، وعدم توجيه الطاقات النفسية بصورة صحيحة.

أرجو أن يكون منهجك هو المنهج الذي ذكرته لك، هذا -إن شاء الله تعالى- يساعدك كثيراً في توجيه طاقاتك بصورة أصح، لا تقرئي كثيراً عن الحالات التي قد تثير المزيد من الوسوسة والخوف، وكل إنسان له ظروفه، وليس كل ما يكتب أو يقال خاصة حول الحالات النفسية صحيح، إن ذهبت للطبيبة هذا سوف يكون أمرا جيدا، أو الطبيب في الرعاية الصحية الأولية، أو الطبيب النفسي للمزيد من الارشادات والتوجيه، أو ربما تكونين في حاجة لتناول دواء بسيط ولفترة قصيرة.

أحد مضادات القلق مثل التفرانيل أو الذي يعرف باسم انيبرامين سيكون جيدا جداً بالنسبة لك، والجرعة هي 25 مليجرام يومياً ولمدة شهرين.

للفائدة راجعي علاج الخوف من الموت سلوكيا: (259342 - 265858 - 230225).

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • تونس ربيع

    لا استطبع تجاهل هذه الحالة

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً