الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو آلاما شديدة في الأذن والحلق وخاصة عند البلع!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

منذ أربعة أشهر أصبت بآلام شديدة في الأذن والحلق، وخاصة عند البلع، ولم أكن أعاني من نزلة برد، أو أي شيء.

ذهبت إلى الطبيب فأخبرني بوجود التهاب في قناة استاكيوس، ووجود الكثير من الشمع في الأذن، وارتجاع المعدة، وأن سائل المعدة يرتفع إلى الحلق والأذن، وهو سبب المشكلة.

علما أنني لا أشعر بأعراض الارتجاع، وأعطاني دواء له، ودواء لنزلات البرد، وقد تحسنت حالتي.

والآن عاد الألم أشد من قبل، ألم شديد عند البلع، وفي الأذن اليمنى طوال الوقت، فلا أستطيع الكلام كثيرا.

أفيدوني ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ salwa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الألم الشديد عند البلع الذي يمتد للأذن: هو علامة لالتهاب في اللوزة اليمنى أو في البلعوم, وكذلك من الشائع أن يسبب الألم في الرحى الثالثة -ضرس العقل -هذا الألم، وعندها لا بد من قلع الضرس، هذا الالتهاب الموضعي في البلعوم أو اللوزة المرافقة قد يسبب احتقانا في فتحة أنبوب تهوية الأذن الوسطى -نفير أوستاشيوس-، وهذا يسبب احتباسا للضغط في الأذن الوسطى، وبالتالي التهابا فيها، قد يزيد هذا الألم الذي تشعرين به في الأذن اليمنى.

لا بد من الفحص السريري لكل من المواضع التي ذكرتها، وكذلك يجب إجراء تخطيط للمعاوقة والضغط في الأذنين؛ لكشف ارتفاع أو نقص الضغط في الأذن الوسطى في حال وجوده.

مبدئيا يمكنك تجربة مناورة تهوية الأذن الوسطى، والتي تدعى مناورة فالسالفا، فإن كانت هذه المناورة مؤلمة فمن المؤكد أن هناك التهابا في الأذن الوسطى، وقد يكون مترافقا مع التهاب البلعوم أو اللوزتين، أو يكون معزولا بدونهما، وإن لم تترافق المناورة مع الألم في الأذن فلا يوجد التهاب في الأذن الوسطى عندها، ومناورة فالسالفا يمكن إجراءها كالتالي:

إغلاق كِلتي فتحتي الأنف باليد، وثم ضغط الهواء بزفير قسري صعودا من الصدر باتجاه البلعوم، فالأنف وليس الفم، والاستمرار بالضغط حتى يتراكم ضغط كاف لفتح نفير أوستاشيوس -الأنبوب الواصل بين الأذن الوسطى وبين البلعوم الأنفي-، وعبر هذا الأنبوب يمر الهواء قسريا نحو الأذن الوسطى، وهكذا يتم تعديل الضغط بداخلها ويتحرر غشاء الطبلة من الشد المطبق عليه نحو داخل الأذن الوسطى، بسبب الضغط السلبي الذي كان داخلها، ويجب تكرار هذه الحركة كل عشرين دقيقة وبشكل مستمر لعدة أيام، حتى تمام الشفاء بالنسبة للأذن الوسطى، وبالتزامن مع العلاج الدوائي الذي ذكرته سابقا.

في حال ظهر الألم عند إجرائها فالتشخيص التهاب في الأذن الوسطى، ويعالج دوائيا بالمضادات الحيوية، ومضادات الاحتقان الموضعية والعامة، والمسكنات.

التهاب البلعوم أو التهاب الأذن، طالما أنه مستمر ولا يترافق مع أعراض الزكام والسعال، فالأغلب أنه جرثومي، ولا بد من علاجه بالمضادات الحيوية، ومضادات الاحتقان الموضعية والعامة، والمسكنات بوصفة طبية.

مع أطيب التمنيات بدوام الصحة والعافية من الله تعالى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً