الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تغلبت على نوبات الهلع وأصبت بقلق وتسارع في ضربات القلب!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سبق لي وأن شاركت في هذا الموقع الرائع، وجزاكم الله خير. وصفت حالتي بنوبات الهلع عندما أتتني منذ سنة ونصف، وعطلت حياتي في البداية لمدة أربعة شهور.

أحب أن أذكر لكم ما حصل معي: الحمد الله تغلبت عليها بنسبة كبيرة، حيث إنني أستطيع أن أقود السيارة، وعدت إلى عملي، وسافرت بسيارة، وأختلط بالناس، لكن يحدث بعض الارتباك قليلا، لكن الحمد الله لا يؤثر علي، واستطعت أن أسافر بالطائرة وكانت تجربة ناجحة، وأنا حاليا أكتب لكم رسالتي وأنا خارج بلادي، حيث إنني مسافر.

النوبات من قرابة ثمانية أشهر لم تأتني، لكن الذي معي هي أفكار وأحاول أن أتجاهلها، والحمد الله أنجح في تجاهلها من غير حبة دواء، لكن عندي استفسار: يحدث معي بعض القلق والتوتر وتسارع دقات القلب وشعور بعدم التوازن، علما أني عملت جميع التحاليل وكلها سليمة، بالنسبة للقلب عملت إيكو وجهد القلب وسوناراً، وكل النتائج سليمة، وكذلك تحاليل الغدة الدرقية هرمون تي اس اج طبيعي، وتي فور طبيعي، وعملت سوناراً على الغدة الدرقية، وقال معك نتوءات حجمها 2 مل، وهذه طبيعية تحدث مع الكثير وليس منها ضرر، وتحاليل الدم والأشعة سليمة، ولكن معي خشونة خفيفة في الرقبة حاليا، ومعي ارتفاع في ضغط الدم منذ 10 سنوات، وأتناول له زستيرتك 20 مل جرام، واستبدلوه العام بدواء زستريل، لأني كنت أمارس الرياضة وأنزلت وزني، وحاليا عدت إلى زيستيرتك 20 مل، لأن وزاني زاد، وأقيس الضغط فأجده 120/70 ، وأحيانا 130/70، وأحيانا 140/80، ونبضات القلب تتراوح من 100 إلى 120 أثناء المشي أو المجهود، وأثناء الراحة تتراوح ما بين 70 إلى 90 نبضة بالدقيقة.

أتمنى الإفادة منكم من حيث تسارع نبضات القلب وبعض الأفكار، أشعر أنه سيغمى علي أو يحصل لي مكروه وهي مجرد أفكار، ولكن يحدث توتر وقلق وأسيطر عليه -ولله الحمد- من غير أي حبة دواء، وأفكر كثيرا في النتوءات التي وجدوها بالغدة، فهي تشغل كل تفكيري.

هذه هي حالتي بالتفصيل، وأتمنى الإجابة منكم، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مبارك حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك أخي على تواصلك مع إسلام ويب، وأنا سعيد جدًّا أن أسمع هذه الأخبار الطيبة أنك بفضلٍ من الله تعالى ثم بجهدكَ واجتهادك استطعتَ تمامًا أن تتخلص من قلق المخاوف، وأهَّلتَ نفسك التأهيل النفسي الصحيح، فأرجو أخي الكريم أن تسير على نفس المنوال وعلى نفس الطريقة وعلى نفس المنهجية، لا قلق، لا توتر، لا خوف أبدًا، ولا توجُّس، ولا تجنُّب لمصادر الخوف.

بالنسبة – أخي الكريم – لتسارع ضربات القلب الذي تعاني منه الآن والأعراض المصاحبة: هي أعراض قلقية، القلق النفسي أصلاً هو هكذا، وأعتقد أن الجانب البيولوجي لم يُحسم تمامًا، نعم أنت اجتهدتَّ جهادًا عظيمًا، وتجنَّبتَ استعمال الأدوية، لكن بقي إفراز زائد لمادة الأدرينالين في الجسم، لذا يحدث هذا التسارع الذي يحدث لك في ضربات القلب وما يُصاحبه من حالة شبه إغماء.

وأقول لك: من الأفضل أن تستعمل علاجاً دوائياً خفيفاً جدًّا أخي الكريم، عقار مثل (ديناكسيت) مثلاً بجرعة حبة واحدة في اليوم سوف يكفي علاج ذلك تمامًا.

علاج الضغط الذي تتناوله يمكن أن تستشير الطبيب بأن تُضيف أحد كوابح البيتا، وعقار مثل الـ (كنكور) مثلاً، هو يُساعد في تخفيض الضغط، وفي ذات الوقت يؤدي إلى تخفيض كبير في ضربات القلب المتسارع.

فيا أخي الكريم: الأمر إن شاء الله تعالى في غاية البساطة، وأيضًا اسع في ألا تُكثر من شُرب المثيرات التي تحتوي على مادة الكافين مثل البيبسي والكولا والشكولاتة والقهوة والشاي، هذه أيضًا ربما تؤدي إلى إثارة في تسارع ضربات القلب.

فحوصاتك سليمة، وهرمون الغدة الدرقية حين يكون مرتفعًا قد يؤدي إلى تسارع في ضربات القلب، لكن أحسب أن الأمور كلها لديك طبيعية.

يجب أن تُمارس الرياضة، وتُطبق التمارين الاسترخائية، هذا إن شاء الله تعالى يزيل عنك هذا التوتر، وهذا القلق وما يصحبه من أفكار ومن أعراض جسدية فسيولوجية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً