الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اختفت نوبات الهلع ولم يختلف اختلال الأنية!

السؤال

أولا: شكرا موقع إسلام ويب على اهتمامكم المتواصل.

عمري 15 سنة، كنت أعاني من نوبات الهلع، ولكنها الحمد لله اختفت، ولكن لم يختف اختلال الأنية، أعاني منه منذ 9 أشهر.

بالأمس وأنا نائمة تحدثت بكلمات غير مفهومة، ولم أكن أذكر ذلك، قالت لي أختي أنني كنت أقولها كأنني أحضر الجن، وكانت الكلمات كالتعاويذ، أصبحت أخاف أن أنام.

هل هذا مس أم مرض نفسي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ امتنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نوبات القلق والمخاوف والفزع قد تأتي في مثل عمرك، لكنّها دائمًا إن شاء الله تعالى مؤقتة.

وبالنسبة لما أسميته باضطراب الأنية أو اختلال الأنية: لا أريدك أبدًا أن تتشبثي بهذه التشخيصات - أيتها الابنة الكريمة - مرة أخرى أقول لك إنه في مثل عمرك تحدث الكثير من التغيرات والتأرجحات النفسية والعاطفية والمزاجية، ويكون هنالك شيء من عدم التأكد من الذات، قضايا الهوية، البلوغ، التعليم، ماذا سوف أكون؟ الخوف حول المستقبل... أشياء كثيرة، هذه تؤدي إلى نوعٍ مما يمكن أن نسميه بشيء من عدم التوازن الوجداني، وأنا أؤكد لك أنها مؤقتة.

وما ذكرته لك أختك أنك كنت تتحدثين بكلماتٍ غير مفهومة: هذا يحدث في بعض الأحيان خاصة في بدايات النوم، وهذه ليست هلاوس، هذا نوع من توارد الخواطر الذي يأتي، المطلوب منك أن تنامي نومًا صحيًّا، وهذا يتطلب منك تجنب النوم بالنهار، وممارسة تمارين رياضية وتمارين استرخائية، والحرص التام على الأذكار، وأن تكوني في مزاج طيب قبل النوم، وأن تتجنبي تمامًا الانفعالات المثيرة قبل النوم، مثلاً لا تشاهدي فيلمًا مرعبًا، لا تقرئي شيئًا فيه إثارة قبل النوم، لا، كوني في حالة مزاجية استرخائية، اقرئي أذكارك، كوني متفائلة، وإن شاء الله تعالى تنامين نومًا هنيئًا.

أنتِ لست في حاجة لعلاج دوائي، أنتِ لست مريضة أبدًا، ونصيحتي العامة لك هي أن تجتهدي في دراستك، وأن تجتهدي في عباداتك، وأن تجتهدي في بر والديك، وأن تكوني إنسانة فعّالة ونافعة بالنسبة لأسرتك، وأن تضعي خطة واضحة حول المستقبل، وتعيشي الحاضر بقوة واطمئنان إن شاء الله تعالى.

أما فيما يتعلق بموضوع المس وخلافه: نحن نؤمن بوجود هذه الأشياء، لكنَّ الله تعالى خير الحافظين وهو أرحم الرحمين، أنتِ ما دمتِ محافظة على صلواتك وأذكارك وتتلين وتقرئين القرآن وتعلمين أنك في حفظ الله، فلن يصيبك -بإذن الله- لا مسّ ولا خلافه.

بالنسبة للمرض النفسي: أنت لست مُصابة بمرض نفسي كما ذكرت لك، أرجو أن تطمئني.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية بدر

    بندول الليل نايت افضل علاج للخوف

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً