الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطيبي مصاب بالتهاب الكبد الوبائي، هل للمرض مضاعفات على علاقتنا مستقبلا؟

السؤال

السلام عليكم.

تقدم لي شاب خلوق، وأخبرني أنه مصاب بالتهاب الكبد الوبائي، وهو في الأشهر الأولى، وعددهم 2000.

لدي بعض الأسئلة، أتمنى منكم الإجابة عليها حتى أتخذ القرار المناسب: هل من الممكن أن تصبح حالته خطرة مستقبلا؟ وهو مصاب بمرض تكسر الدم، فهل مقاومته للمرض مرتفعة؟ لأني سمعت بأن الأشخاص المصابين بمرض التكسر تكون مقاومتهم للأمراض منخفضة.

أجريت تحليلا لقياس المناعة، واتضح أنه ليس لدي مناعة، هل أرفضه ليختار غيري؟ هل التطعيمات الوقائية للمرض فعالة 100٪‏ ؟ هل مُمكن انتقاله عن طريق القبلة؟ كم احتمالية انتقال المرض إلي؟ هل يحتاج إلى عناية خاصة من ناحية التغذية؟ عند المعاشرة الزوجية هل من الضروري استخدام الواقي؟ كم احتمالية إنجاب أبناء مصابين بهذا المرض؟

شاكرة لكم، وأعتذر عن الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ eman حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

التهاب الكبد (ب)، هو التهاب فيروسي يصيب الكبد، وينتقل عن طريق إما وخز الإبر، أو الجروح، والعمليات الجراحية وخاصة عند طبيب الأسنان، أو نتيجة الجماع، أو نقل الدم الملوث، ولا ينتقل عن طريق المصافحة، أو عن طريق تناول الطعام مع شخص حامل له، أو العطس، أو الأكل من إناء واحد.

وبالنسبة للتقبيل فإنه ينتقل في حال وجود قرحات فموية، أو جروح في الفم عند الطرفين.

وهذا المرض يمكن أن يشفى تلقائيا لدى 90 إلى 95 بالمئة من المصابين، دون الحاجة للعلاج، وأن 5 إلى 10 بالمئة من الحالات تحتاج للعلاج، ويكون العلاج إما بأدوية فموية، أو إبر الانترفيرون، ومعنى الشفاء، أي الشفاء التام -بإذن الله-، أي لا توجد أية فعالية للمرض، وعندها لا يكون حاملا للمرض، ولا يتسبب بالعدوى لأي من أقاربه، أو ممن يتعامل معهم.

في حالات الالتهاب الحادة تكون الأعراض شديدة، مثل: التعب العام والإرهاق واليرقان، مع الإقياء ونقص الشهية، وآلام البطن والمفاصل، والحرارة الخفيفة، وفي هذه الحالة يمكن أن يؤثر المرض على وظائف الكبد، وأن يؤدي للفشل الكبدي، وفي الحالات المتقدمة يمكن أن يؤدي لقصور في الكلية، وحتى خلل في وظائف الدماغ، أو السبات، أما إذا كانت الإصابة بالحالة المزمنة، فالمرض يكون خاملا ولا يؤثر على وظائف الكبد، وفي هذه الحالة لا بد من المتابعة المستمرة كل ستة أشهر للاطمئنان على عدم نشاط الفيروس.

وتكون المتابعة عن طريق التحاليل، لأنه يوجد نوعان من الحالات المزمنة: حالات مزمنة غير فعالة، وحالات مزمنة ولكن الإصابة فعالة ومستمرة، وفي بعض الحالات تكون الإصابة موجودة، ولكن في المراحل الأولية، أي أن وظائف الكبد لم تتأثر بعد بالإصابة، وهنا تكون فرصة الشفاء كبيرة -بإذن الله-، ولا توجد حمية غذائية خاصة لهذا المرض.

والأفضل دائما هو الكشف الطبي قبل الزواج، وفي حالة إصابة أحد الزوجين، عليه إخبار الطرف الآخر، وعندها الأفضل البدء بالعلاج، وأن لا يتم الزواج إلا بعد التأكد من الشفاء -بإذن الله-.

أما إن حصلت الإصابة بعد الزواج: فالأولى أن يأخذ الطرف الآخر التطعيمات الخاصة بالتهاب الكبد، ثلاث جرعات، وهي تحقق نسبة وقاية عالية، وأن يتم تحليل الدم للكشف عن فعالية اللقاح ووجود المناعة الفعالة نتيجة التطعيم، والتطعيم ليس له تأثيرات جانبية، ولو كانت المناعة ضعيفة.

وإن نسبة العدوى بالتهاب الكبد بالفيروس (ب) تعتبر عالية، لذا ينصح بالوقاية، مع اتخاذ التدابير الوقائية باستعمال العازل، أو الواقي الذكري أثناء الجماع، وكذلك فإن احتمال انتقال المرض من الأم لجنينها تعتبر عالية أيضا، لذا ينصح حاليا بأخذ اللقاحات، والتأكد بعد ذلك من استجابة الجسم لها قبل الزواج, مع اتخاذ التدابير الوقائية بعد الزواج، لحين التأكد من الشفاء التام -بإذن الله-.

ونرجو لك من الله دوام الصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً