الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من نوبات هلع وفزع متكررة، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب أعمل في السعودية، أعاني من نوبات هلع وفزع متكررة، وأشعر بضيق في التنفس، وتنميل من بداية القدم حتى الرأس، وكأن روحي ستخرج مني، ذهبت إلى المستوصف الصحي، تم وضع الأكسجين لي، وإعطائي بعض الحقن والأدوية، وأجريت فحوصات للسكر، والقلب، والغدة الدرقية، والدم، وكانت كلها سليمة.

تم تحويلي إلى طبيب المخ والأعصاب، وقال لي: أنها نوبة فزع وهرع، وطلب مني الذهاب لطبيب نفسي، قرأت في الإنترنت عن تمارين الاسترخاء أنها تفيد في حالتي، فطبقتها وشعرت بالراحة قليلاً، لكن المشكلة أن تلك الأعراض تعود لي عندما أجلس بمفردي، وأعود للمستوصف مرة أخرى، أو أبقى جالساً خارج المنزل بقية اليوم، وعند العودة أشغل لساني وذهني بالاستغفار حتى أنام. 

ذهبت لطبيب نفسي، فوصف لي فينكس إكس أر75 لمدة أسبوعين، ودواء أنديكاردين 10 أتناوله عند حدوث النوبة، لكن أعراضه شديدة، وخاصة على القلب، فذكرت ذلك للطبيب، ولكنه أمرني باستمرار على الدواء، وزاد لي الجرعة 150 لمدة شهر، وطلب مني أن أراجعه بعد شهر، فما مدى صحة هذا العلاج؟ وهل بعد الانتهاء من الجرعة 150 أخففها إلى 75 ملغ لمدة أسبوعين، ثم أستمر عليها يوماً بعد يوم، حتى أتوقف عن العلاج تماما؟ فالعلاج والكشف الطبي هنا غالي الثمن، وخارج التأمين، فماذا أفعل؟

أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

الأخ الكريم: فعلاً ما عانيت منه هو نوبة هلع مع أعراض قلق، وطبعًا هذا اضطرب نفسي، ولذلك كل الفحوصات تكون سليمة، وهي عادةً لا تستمر فترة طويلة، فكثير من المرضى يتخوفون من الحوادث، وعندما يصلون إلى أقسام الطوارئ عادةً تنتهي الأعراض.

الهلع: اضطراب نفسي وليس عضويًا، ويجب علاجه نفسيًا، وحسنًا فعلت بأنك بدأت تمارين الاسترخاء النفسي، و-ذكرت- أن هذه التمارين ساعدتك إلى حدٍّ ما، ولا أدري هل توقفت عنها أم استمررت عليها؟ ودواء (فينكس إكس) أيضًا من الأدوية التي تُساعد، وهو مضاد للاكتئاب، ولكنه مفيد جدًّا في علاج القلق والهلع، وبعض يستجيبون لخمسة وسبعين مليجرامًا، وبعضهم يستجيبون ويحتاجون لمائة وخمسين مليجرامًا، وإذا كانت جرعة الخمسة وسبعين مليجرامًا خففت من الأعراض لدرجة كبيرة، فأنصحك بالاستمرار عليها، مع الاستمرار في تمارين الاسترخاء النفسي والعلاج النفسي، لأن الجمع بين العلاج النفسي والعلاج الدوائي عادةً يكون أفضل من العلاج بأحدهما عن الآخر، فلتجمع بين العلاجين، واستمر في تمارين الاسترخاء النفسي، واستمر في العلاج الدوائي حتى تتحسَّن حالتك وتزول الأعراض، وبعدها يمكنك التوقف عن الدواء، لأنك ذكرت أنه غالي الثمن.

أما بخصوص (انديكاردين 10)، فهذا عادة يُعطى في الأيام الأولى، ولكن بعد مرور الوقت، واستمرارك في دواء (فينكس إكس)، فأنا لا أرى حاجة للاستمرار في تناول (أنديكاردين)، لأن (فينكس) كافي بعد فترة للتخلص من الأعراض التي ذكرتها، وهي أعراض الهلع والقلق النفسي، إذ يبدأ مفعوله عادةً في خلال أسبوع، ومن ثمَّ يُساعد في التخلص من كل هذه الأعراض، ولا تحتاج في نفس الوقت لعلاج عند اللزوم أو عند حدوث النوبة.

وفقك الله، وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً