الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وسواس الموت وكيفية التخلص منه

السؤال

السلام عليكم

أنا أعاني من وسواس الموت، ونوبات هلع وتفكير دائم، تأتيني منذ 10 سنوات أو أكثر، تخف أحياناً وتزداد أحياناً، وقلق دائم ومكتئب.

لي فترة يأتيني قلق شديد وخوف يأتي غالباً كل ليلة أثناء الذهاب للنوم، وإذا تكلم من حولي عن العيد أو رمضان أقول في نفسي يا إلهي كيف يفكرون بهذا، وأنا سأموت، وإذا تكلموا عن العمل بعد رمضان أقول لن أكون معهم، وكل مرة أقول هذا من تفكيري قبل نومي، ثم أرجع فأقول: لا هذه حقيقة وليس وسواساً, حقيقة أصبحت على الدوام، أفكر، وهكذا أصبحت أفكر في الانتحار -والعياذ بالله- ولم أعد قادراً على الاحتمال في كل مرة.

حين أسمع أن أحداً ما قد توفي تزداد حالتي سوءاً، أما في حالة وفاة أحد الأقارب فإنني أكون في أسوأ الحالات النفسية والمعنوية.

في صيف 2016 م توفي ابن خالتي، وقد كنا مقربين من بعضنا, هذا جعل حالتي تزداد سوءاً.

علماً أني -والحمد لله- متفوق في الدراسة، إذ أنني طالب سنة أولى دكتوراه -الحمد لله- وأنا محافظ على الصلاة، وكامل أركان الإسلام ما عدا الحج, لكني لا أستطيع، ولم يعد باستطاعتي الاحتمال.

هذه الوساوس جعلتني مكتئباً، ولم يعد لي أي طموح في الحياة, علماً أنني لم أزر طبيباً نفسياً في حياتي.

بماذا تنصحوني؟ جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أيوب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأخ الكريم: عندك قلق نفسي ونوبة هلع ومخاوف وسواسية، وهي جزء من اضطراب القلق النفسي، ومخاوف وسواسية من الموت –أو الخوف من الموت– وهو جزء من القلق النفسي، والمخاوف الوسواسية تتكرر على الشخص باستمرار، ولا يستطيع مقاومتها، وطبعًا تزيد في قلقه واضطرابه وتوتره، لأنها مستمرة معظم الوقت، لا يستطيع أن يُقاومها، لا يستطيع أن يسيطر عليها، ولهذا تُحدث قلقًا إضافيًا وتوتُّرًا إضافيًا، وهذا ما يفسِّر فكرة الانتحار عندكَ.

أخي الكريم: لا بد من مراجعة طبيب نفسي، كما قلت أنت متفوق في الدراسة ومحافظ على الصلاة والحمد لله، فأؤكد لك هذه أمراض نفسية ليس لها علاقة بضعف الوازع الديني أو بالمشاكل الأخرى.

يمكن أن تأتي للشخص المتدين والشخص غير المتدين، هي نتيجة اختلالات في المستقبلات الكيميائية للمخ، ويمكن علاجها بواسطة الأدوية، فتوجد أدوية الآن فعّالة وآثارها الجانبية قليلة، ولا تُحدث إدمانًا، ثم يمكن أيضًا علاجها بواسطة الجلسات النفسية.

إذاً: أنصحك بأن تزور طبيبًا نفسيًا – يا أخي الكريم – سوف يقوم بفحصك فحصًا شاملاً بأخذ تاريخ مرضي، وفحص للحالة العقلية، ومن ثم الوصول إلى التشخيص السليم، وبعدها يقوم بوضع خطة علاجية مفصّلة، تتمثل في إعطائك أدوية –كما ذكرتُ– أو علاج نفسيا (علاج سلوكي معرفي).

يفضل الجمع بين العلاج الدوائي والعلاج النفسي، وأهم شيء: المتابعة مع الطبيب النفسي، حتى بعد زوال هذه الأعراض وترجع إلى حالتك الطبيعية؛ لابد أن تواصل مع الطبيب النفسي وتتابع معه، حتى يقول لك لا تتناول الدواء ولا تُراجعني مرة أخرى.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً