الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خوفي من الموت ولد لدي الشك فما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أفكر في الموت كثيرا، يحزنني ويفجعني تصديق هذه الحقيقة، وأخشى لحظة الوفاة وتفاصيلها وما بعدها، أصبحت عباداتي خوفا من الله، وأصبحت تراودني العديد من الأفكار المخيفة، والتي تصيبني بالشك، ماذا أفعل؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دينا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كثيراً من الناس لهم نفس نمط تفكيرك، وهذا نسميه بقلق المخاوف الوسواسي الخاص، لأن هناك قلقا وخوفا ووسوسة وأفكارا تحليلية حول موضوع الموت وما بعد الموت.

أولاً: -أيتها الفاضلة الكريمة- هذا الأمر يعالج من خلال ما أحب أن أسميه الخوف الشرعي من الموت، ورفض الخوف الوسواسي من الموت، الخوف الشرعي يعني أن يلم الإنسان بحقائق الموت من حيث ما ورد في الشرع المطهر، ويلم بحياة البرزخ في حدود ما هو معقول، لا تستمعي لأي شيء بخلاف ذلك، والمفاهيم الشرعية الأساسية هي أن الموت آتٍ، قال تعالى:{إنك ميت وإنهم ميتون}، وأن الخوف من الموت أو عدم الخوف منه لا يزيد في عمر الإنسان ولا ينقص فيه لحظة واحدة، والموت لا مشورة حوله، والإنسان يسعى ويعمل بجد واجتهاد لما بعد الموت، والأمر واضح جداً.

وعليك بالدعاء، وأن تسألي الله تعالى أن يصلح أمرك، وأن يكتب لك حياة هانئة سعيدة، واسألي الله حسن الخاتمة، بهذه الكيفية تكوني قد تعاملت مع الخوف من الموت المعاملة الشرعية، أما بقية الأفكار فيجب أن تحقريها أن ترفضيها تماماً خاصة الأفكار المخيفة، والإنسان يجب أن يتذكر أن ما عند الله خير للعبد، فإذاً الفكر السلبي التخويفي يرفض تماماً وتعيشين الحياة بقوة ومثابرة واجتهاد في كل دروبها، وتعيشين على الأمل والرجاء دائماً.

اصرفي انتباهك من خلال: إن كنت في المرفق الدراسي أن تجتهدي في دراستك، أن تكوني من المتميزات، إن كنت في بيت الأسرة أن تكوني شخصاً فاعلاً جداً داخل أسرتك، إذا كنت في بيت الزوجية تجتهدين في زوجك، وإن كانت هنالك ذرية هذا يشكل شاغلا كبيرا يمكن للإنسان أن يستثمر فيه وقته، التواصل الاجتماعي الرزين، حفظ شيء من القرآن وتدارسه من خلال المراكز الدعوية أو أي وسيلة أخرى، بهذه الكيفية -أيتها الفاضلة الكريمة- تنتهي -إن شاء الله تعالى- هذه الوسوسة.

والوساوس قد تكون ملحة، وفي هذه الحالة عليك بالعلاج الدوائي، هنالك أدوية فاعلة جداً وقوية جداً تعالج الجانب الوسواسي المرضي، وليس الخوف الشرعي من الموت، من أفضل الأدوية عقار سبرالكس، أو عقار زوالفت، والذي يسمى استرال، أو عقار باروكستين، والذي يسمى زيروكسات، لا تتناولي أي دواء دون استشارة الطبيب، الطبيب النفسي أو حتى الطبيب العمومي؛ لأن عمرك غير موضح وهذا مهم جداً بالنسبة لتناول الأدوية.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً