الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما تفسير وجود كل هذه الأعراض؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عمري 27 سنة، منذ شهرين شعرت بدوخة شديدة، وتعب شديد، وضعف عام في جسمي، وصداع، أشعر كأن هناك حزاما ضاغطا على رأسي مع خوف شديد، وأشعر كأنني سأموت بسبب هذه الأعراض، ذهبت لأكثر من طبيب، أطباء الباطنة، والمخ والأعصاب، والقلب، وقمت بتحاليل الغدة الدرقية، والكوليسترول، وصور للدم، وتحاليل السكر، وكلها سليمة، وكذلك وظائف الكلى والكبد وفيروسات المناعة، كلها سليمة، والأشعة المقطعية على المخ سليمة، ولدي ألم قوي أسفل الظهر عند منطقة القطنية، يمتد للجانب الأيسر حتى مفصل الفخد مع الحوض، وإذا ضغطت عليه أشعر بألم في المفصل، كل هذه الأعراض ما زالت موجودة، ماذا أفعل؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.

الحمد لله أن التحاليل والصور والاستقصاءات التشخيصية التي أجريتها كانت طبيعية، ومن ضمنها الأشعة المقطعية على الرأس، فهذا يستبعد الكثير من الأمراض، وهناك أسباب عديدة للدوخة، منها ما سأذكر لك حتى نحاول أن نجد سبب الدوخة عندك:

1- دوار الوضعية السليم (Benign positional vertigo)، وهو من أكثر أسباب الدوخة، وهي حالة تحدث بسبب اضطراب للوحدات الحسية في قسم التوازن في الأذن الداخلية، ويشكو المريض من إحساس بالتأرجح أو خفة الرأس، ويحدث بتغيير وضعية الجسم، ويستمر لمدة ثوان محدودة ولا يصاحبه ضعف بالسمع، ومتى غيرت الوضعية فإن الدوخة تتحسن، فإذا كانت الدوخة تأتي بهذه الطريقة، أي أنها تأتي في وضعيات معينة للرأس ثم تختفي ثم تعود، فقد يكون هذا سبب الدوخة عندك وعلاجها بأن تتناول betaserc 16 mg، ثلاث مرات في اليوم، حتى تختفي الأعراض، ويمكن بعدها أن توقفها، وقد تحتاج للعودة إليها.

2- مرض منيير Menniere syndrome، وهذا المرض يتعلق بالسوائل في الأذن الداخلية المسؤولة عن التوازن في الجسم، وأعراضه تشمل: الطنين، أصوات داخل الأذن، وانسداد الأذن، ونقص السمع، وهجمات حادة من الدوار مترافقة مع غثيان وقيء،
والدوخة في هذا المرض تحصل بشكل هجمات من الدوخة، تأتي وتروح، ولا تستمر، فهي تظهر فجأة نتيجة حدوث خلل في القوقعة والجهاز الدهليزي، ويؤدي إلى إحساس بالدوار والطنين مع ضعف بالسمع، وتستمر الأزمة لمدة ساعات قليلة ثم تزول، وتحدث هذه الأعراض على فترات متقاربة أو متباعدة، وبعد كل مرة يضعف السمع أكثر ولا تختفي الأزمات إلا بزوال السمع تماماً، ويبدو أن هذا لا ينطبق على حالتك.

3- اضطرابات الأذن الداخلية: وتعتبر هي المسؤولة عن نسبة لا بأس بها من أسباب الدوخة، مثل: الالتهاب الفيروسي لعصب الاتزان، يكون الدوار شديداً أو حاداً لا يمكن المريض من الجلوس أو الوقوف، وتتحسن الأعراض الشديدة خلال 48 إلى 72 ساعة، ويميز هذا الدوار أنه يستمر لعدة أيام متصلة ويخف بعد ذلك، ويختفي خلال أسبوع إلى عشرة أيام، الا ان الدوار عندك كما ذكرت مستمر منذ شهرين.

4- إذا كانت الدوخة تأتي من الجلوس السريع، أو الوقوف السريع من وضعية النوم أو الاستلقاء، فعندها يجب أخذ قياس الضغط في كل الوضعيات (الاستلقاء والجلوس والوقوف)، لمعرفة إذا كان هناك انخفاض في الضغط يسبب هذه الدوخة، وتكون الدوخة أنية -أي أنها لعدة ثوان ثم تنتهي-، إلا أن الأعراض عندك مستمرة كما ذكرت.

5- من أسباب الدوخة وجود ورم صغير في العصب السمعي، ويسمى Acoustic neuroma، ويسبب دوخة مع اضطراب في التوازن ونقص في السمع، ويظهر هذا الورم في العصب السمعي بعمل صورة بالطنين المغناطيسي للرأس، مع التركيز على العصب السمعي. وبهذا وقد لا يظهر بالتصوير المقطعي CT scan.

6- وقد يقع سبب الدوار خارج الأذن الداخلية بسبب أي مرض عام يؤثر على تدفق الدم إلى المخ أو الأذن الداخلية، مثل حدوث خلل في ضغط الدم انخفاضاً أو ارتفاعاً، وفي حالة انخفاض ضغط الدم يتم الشعور بالدوار عند الوقوف فجأة بعد طول الجلوس أو بعد السجود، وكذلك يؤدي فقر الدم الشديد إلى حدوث الدوار.

7- إذا كانت هناك إصابة سابقة بحادث سيارة، أو رضوض على الرأس والرقبة، فقد تسبب أيضا دوارا ودوخة مستمرة، وفي بعض الأحيان قد لا نستطيع معرفة السبب في البداية، وبعد فترة من المتابعة تستبين الأعراض أكثر وأكثر ويمكن معرفة السبب.

8- وإن كانت الدوخة تحصل بعد تسارع في القلب، فإن تسارع القلب قد يكون السبب في ذلك.

والصداع الذي يحصل مثل حزام ضاغط فهو يكون صداع توتري، وهو أكثر أنواع الصداع، وعادة ما يكون في طرف أو الطرفين، ويترافق مع الإجهاد النفسي، أو أحيانا إذا لم نتناول إحدى الوجبات، أو بسبب التوتر، أو قلة النوم، والعلاج بالمسكنات.

أما آلام الظهر التي تنتشر إلى الفخذ فقط وليس إلى القدم فتكون بسبب شد عضلي، لذا فإنه يفضل إجراء علاج طبيعي لأعلى الرقبة، ومنطقة الظهر، مع تناول المسكنات حتى تخف الأعراض، ومن الأدوية المسكنة،
naproxen 500، مرتين في اليوم، وهذه تساعد على التخلص من الصداع وآلام الظهر.

نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً