الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل العصبية وعسر المزاج من آثار ضمور المخ؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أخي عمره 30 سنة، تعرض لحادث قبل 5 سنوات، وأصيب بنزف في الدماغ، وضمور في المخ، وكسر في الجمجمة، وقضى سنتين في المستشفى، ثم انتقل للبيت، وحالته الآن جيدة، لكنه لا يحرك الجهة اليسرى؛ ﻷنه أصيب بشلل رباعي، ولا يتكلم؛ ﻷنه سبق أن فتحوا له فتحة ثم أغلقوها.

فهل ضمور المخ يجعل الإنسان المصاب به عنيدا وعصبيا ويتشنج أحيانا من العصبية؟ فأخي يتقبل المزاح أحيانا، وأحيانا أخرى يتعصب وتكون حركته قوية وسريعة، وإذا طلب شيئا لا بد أن نحضره له، وإلا يكون عصبيا جدا، ويكرر الكلام، علما أنه يفهم، وذاكرته سليمة، ويصلي ويصوم.

يستخدم اﻵن إيبانوتين 100 مجم صباحا ومساء، و PHENOB ARBITAL، هل يحتاج لأدوية الاكتئاب؟ وهل عدم قدرته على الكلام بسبب انقطاع الحبال الصوتية؟

علما أنه يصدر أصواتا، وضحكته واضحة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أشواق حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على الثقة في إسلام ويب، وأسأل الله تعالى لأخيك العافية والشفاء.

الإصابات الدماغية الشديدة مثل التي حدثت لهذا الأخ - حفظه الله - لها تبعات، بجانب التبعات العضوية كالشلل وخلافه قد يحدث نوعا من التغيُّر الدماغي الشديد الذي يؤدي إلى التغيُّرٍ في الشخصية، هذا الأخ ما حدث له من ضمور دماغي غالبًا يكون أصاب الفص الأمامي من الدماغ، والفص الأمامي في الدماغ هو الذي يتحكّم في سمات شخصية الإنسان وطريقة تطبُّعه وتعامله مع العالم الخارجي.

هذه الحالات معروفة - أيتها الفاضلة الكريمة - وقد يحدث أيضًا نوعا من التقلب المزاجي، والاكتئاب والقلق موجود بعد الإصابات الدماغية.

هذا الأخ - حفظه الله - يتناول أدوية للتشنج الصرعي الذي نتج من الإصابة الدماغية الشديدة، أنا متأكد أن الأطباء الذين يشرفون على علاجه أطباء مقتدرون جدًّا، لكن الأدوية نسبيًا قديمة، خاصة عقار الـ (فينوباربيتال Phenobarbital)، ربما يكون أعطاه الأطباء لأنه لم يستجب للأدوية الأخرى، لكن هذا الدواء وحتى الـ (إيبانوتين EPANUTIN) أيضًا ربما تؤدي إلى نوع من التعكُّر المزاجي، بالرغم من أنها أدوية متميزة للتحكّم في النوبات الصرعية.

أنا أعتقد إذا ذكرت للطبيب المعالج أنكم لاحظتم أن انفعالاته قد زادت، ويظهر لديه تغيُّرٍ في شخصيته عقب الإصابة الدماغية، أنا متأكد أنه ربما ينظر في تغيير الأدوية، ويمكن أيضًا إعطاؤه دواءً بسيطًا يُحسِّنُ مزاجه، توجد عدة أدوية في هذا السياق، و-إن شاء الله تعالى- باجتهادكم وبمثابرتكم على رعايته يظلُّ مستقرًّا، ولكم الأجر والثواب.

ما دام الطبيب قد ذكر أن الحبال الصوتية معطلة فيجب أن يكون هذا الكلام على أساس طبي، ربما يكون انقطاع الحبال الصوتية جزئيًا وليس كُليًا، لذا يطلع منه صوت، والحمد لله تعالى أنه مُدرك، وأنه يصلي وأنه يصوم، و-إن شاء الله تعالى- أجره مضاعف -بإذن الحي القيوم-.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً