الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من قلق وخوف شديد وطقوس وسواسية، ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم
أنا فتاة طالبة جامعية، لدي خوف شديد جداً من الدراسة والامتحانات، وهذا الشيء هو صفة فيّ منذ أن كنت صغيرة، شيء في شخصيتي يجعلني أحمل الأمور أكثر مما تستحق وأخاف، وعندي وساوس من أشياء كثيرة، وتخلصت منها جميعها، إلى أن دخلت الجامعة أصبحت أتوتر كثيراً، ونتيجة لهذا التوتر أصبحت آكل أكلات غير صحية تماماً، ولا أنام جيداً لمدة 3 سنوات في حياتي.

تم تشخيصي بالقولون التقرحي، ولا أعلم سبب هذا المرض، وأعرف أني منذ أن كنت صغيرة كنت أعاني من قولون عصبي لشدة التوتر والعصبية، وأحد أخطائي في سنين الجامعة العادات الغذائية السيئة، التي كنت أحاول تخفيف توتري فيها، فيمكن أن يكون هو أحد أسباب المرض.

وجود هذا المرض يزيد من مخاوفي، فدائماً أفكر أني سأرجع لحالتي التي كنت عليها، وأواصل التفكير لدرجة أني عندما أستيقظ أجد نفسي أبكي وأنا نائمة!

أنا أرتاح بدون الدراسة، وحالتي الصحية تستقر إلى الحد الطبيعي، وعندما أتوتر أخاف أن ترجع لي الحالة الصحية والنفسية مرة أخرى، فأصاب بالذعر الشديد، فلا أستطيع أن أعيش حياة سوية، ولا أرتاح نفسياً.

علماً أني الوحيدة بين أخواتي أعاني من التوتر الشديد بهذه الحدة، وأبي كان يأخذ مهدئات منذ عدة سنوات وارتاح عليهن كثيراً، فما هو الحل؟

أهلي لا يقتنعون بموضوع المهدئات أو أدوية الوسواس القهري، أرجوكم ما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمونة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كما ذكرت أنك تعانين من مشاكل في الامتحانات، والخوف، وأن هذا منذ أن كنت صغيرة.

لا شك أن الجامعة والضغوط الدراسية فيها أكبر من الحياة الدراسية، ولذلك الخوف والضغوط أكثر، وهناك بعض الناس الذين تظهر عليهم هذه الأشياء في الجامعة، وأنت ظهرت عليك وأنت صغيرة، وتخلصت منها، والدراسة الجامعية ضغوطها أكثر، والمواجهة أكبر، ولذلك تكون هناك مشاكل قلق وخوف من الامتحانات، وهذا يفسر ما تشعرين به.

بالرغم من أنك قلت أنك الوحيدة في العائلة، ولكن ذكرت أن والدك يتعاطى مهدئات، ومعنى ذلك أن والدك يعاني من قلق وتوترات، ولذلك يتعاطى المهدئات.

الأخت الكريمة، مهم جداً أن تقابلي شخصاً لمساعدتك، وليس بالضرورة المساعدة أن تكون بالأدوية.

هناك علاجات نفسية كثيرة تساعد في التخلص من التوتر والقلق النفسي، وهناك علاجات سلوكية تساعد الأشخاص في كيفية مواجهة مشاكل الامتحانات والضغوط النفسية.

عليك بإقناع الوالد، وأنا أظن أنه متفهم لهذا الشيء، بمقابلة طبيب، وأخبريه بأن العلاج ليس بالضرورة أن يكون دوائياً.

الأدوية النفسية ليست مهدئة -يا أختي الكريمة- الأدوية النفسية تعالج القلق تعالج الاكتئاب، وإن كان بعضها من آثاره الجانبية أن يحدث دوخة أو نعاساً، ولكنها لا تعطى للتهدئة، هي تعطى لعلاج القلق والتوتر والاكتئاب.

كما ذكرت هناك أيضاً علاجات نفسية كثيرة لعلاج هذه الأشياء، وأشياء يمكن أن تفعليها أنت بأن تتخلصي من التوتر والقلق عليك بالنوم مبكراً، النوم المريح الكامل يقلل من التوتر، وتحتاجين إلى 8 ساعات نوم في اليوم.

عليك بتجنب شرب المكيفات والمنبهات، مثل القهوة والشاي في المساء، عليك بأخذ وجبات منتظمة، عليك بممارسة بعض التمارين الرياضية، تجنب الأكل ليلاً والنوم، الالتزام بالصلاة، وقراءة القرآن، والدعاء كلها تساعد على الطمأنينة والسكينة.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً