الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من صعوبة الحديث بشكل طبيعي وسط جماعة

السؤال

السلام عليكم

عمري 19 عاما، أعاني من مشكلة عدم قدرتي على الحديث بشكل طبيعي وسط جماعة؛ فعندما أتحدث أتوتر جدا وأعرق وأتلعثم، وتأتيني رجفة خفيفة، وأشعر أن لساني ثقيل، ولا أستطيع أخذ نفسي وبلع ريقي، وإن كان الموضوع عاديا جدا كمشاركة في الفصل رغم أني أصنف اجتماعية، فلدي الكثير من العلاقات، وأتأقلم مع الآخرين بسرعة، وأحب أن أكون قيادية ومركز اهتمام، وتقل درجة خوفي وتلعثمي كلما زادت معرفتي بالناس، لكنها موجودة ولا تذهب أبدا فما العلاج؟

لم أذهب لأي دكتور نفسي ولم أحدث أحدا عن مشكلتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

طبعا إنه لأمر طبيعي أن تشعر الشابة أحيانا ببعض الارتباك عند الحديث عندما تكون وسط جمع من الناس، وخاصة إذا كانوا أكبر منها في العمر أو لا تعرفهم بشكل جيد. وقد تشتد أعراض هذا الارتباك أمام الناس، وخاصة أنك تشعرين بالتعرق وثقل اللسان وربما ضيق الصدر والاحساس بالاختناق، فالغالب أن ما تشتكي منه هو حالة من الرهاب الاجتماعي.

حاولي أن تنمي ثقتك في نفسك، وذلك من خلال أمور كثيرة، ومنها تنمية المهارات المختلفة التي تتقنيها، والهوايات والاهتمامات المتنوعة. وحاولي أن تكرري في نفسك بعض العبارات الإيجابية عن نفسك من مثل "أنا قادرة" و"أنا أستطيع"...

بالنسبة لعلاج الرهاب الاجتماعي الأفضل والدائم هو العلاج المعرفي السلوكي، وذلك عن طريق عدم تجنب اللقاء بالآخرين لتجنب الشعور بالخوف والارتباك، وإنما اقتحام هذه المواقف والحديث مع الناس، ويمكن أن تكون البداية بمجرد التواجد مع زحمة من الناس، ومن ثم الحديث لفترة قصيرة مع مجموعة صغيرة من الناس، وحتى تطمئني للحديث معهم، وما هو إلا وقت قصير حتى تجدي أن هذا الخوف قد خفّ أو اختفى، فهذا العلاج السلوكي هو الأفضل في مثل هذه الحالات. ويمكن عادة أن يشرف على هذه المعالجة أخصائي نفسي يتابع معك تطور الحالة.

وإذا طالت المعاناة، فيمكنك الاستعانة بأحد الأخصائيين النفسيين ممن يمكن أن يضع لك برنامجا علاجيا، ويتابع معك هذا العلاج، وإن كنت أعتقد بأنك ستتمكنين من علاج نفسك بنفسك، كما يفعل الكثيرون.

وفي بعض الحالات الشديدة يمكن للطبيب النفسي أيضا أن يصف لك أحد الأدوية التي تساعد عادة على تجاوز مثل هذه الأعراض، والتي يمكن أيضا أن تدعم تأثير العلاج السلوكي.

وننصح عادة باستعمال الدواء لمدة عدة أشهر تصل إلى الثلاثة أشهر، والعادة أن يتابع العلاج الطبيب، من أجل التأكد من فعالية العلاج، وتحديد مدة العلاج وكيفية إيقاف الدواء، والذي ينصح أن يكون بالتدريج من أجل تفادي أعراض الانسحاب.

ونحن ننصح عادة وبشكل عام باستعمال الأدوية النفسية تحت إشراف طبيب متخصص، إلا إذا تعذر الأمر كثيرا.

وفقك الله، ويسّر لك الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً