الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعيش منعزلة وأشعر أن الناس صاروا يكرهونني

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة، عمري 23 سنة، الأشخاص الذين أعرفهم قلة جدا، بسبب انتقالنا لبلد عربي آخر، والغربة ربما أو لأني لا أندمج مع أي أحد بسهولة، عندي مشاكل مع والدي وأشعر أني وحيدة في المنزل، ولا أحد يهتم بي أو يشعر بي.

عندي أحلام وطموحات كثيرة، لكن لظروف معينة أجلتها لوقت آخر، وعلى ذلك حياتي أصبحت بلا هدف، ولا معنى وجودي بأي مكان بلا تأثير، ولا أي انطباع جيد؛ لأني هادئة وصامتة في أغلب الأوقات (في المنزل والنادي الرياضي)، لا أعرف السبب، أشرد كثيرا وبسرعة عقلي كله أفكار، وطروحات وهموم.

أحب وأشعر بالراحة عندما أكون لوحدي وانعزل عن الناس حتى وسائل التواصل الاجتماعي من تطبيقات وغيرها لا أجري أي حديث، أعاني من العصبية والنكد والأهم من ذلك أني لا أشعر بأي شيء لا بغيري ولا بنفسي، لدرجة أن المقربين مني يدعونني بجبل الجليد.

لا أعرف ما السبيل لأكون بنتا طبيعية "مرحة" عندها نشاط وطاقة جميلة تنشرها أينما كانت؟ أشعر أن المقربين مني والذين أحبهم بدأوا يكرهونني أو يحبذون الابتعاد عني، وأنا لا أريد ذلك، هل يوجد دواء ليحسن من نفسيتي هذه، أو أي شيء مساعد، لأكون مرحة ومحبوبة واجتماعية؟ وما نصيحتكم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Samar حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مما لا شك فيه أن ما تشعرين به من الوحدة والعزلة، مع بعض العصبية، وشيء من ضعف الثقة بالنفس؛ إنما هو نتيجة لأحداث الحياة التي مررت بها، وليس بسبب عطل أو سوء فيك، فنحن نتيجة طبيعية لما مرّ بنا في حياتنا.

ومن الطبيعي جدا أن يكون هناك من الناس من يميل للوحدة، بحيث يشعر بالراحة والاسترخاء وهو وحيد بعيد عن الناس، وإذا لم يتجاوز هذا الأمر فيعتبر في الحدود الطبيعية، وليس فيه مشكلة، فكلنا يحتاج لبعض الوقت ليختلي بنفسه ويرتب أفكاره وأمور حياته، ليعود من جديد بالتواصل واللقاء بالناس الآخرين، وليس طوال الوقت.

لقد ذكرت بأن لديك طموحات وأحلام كثيرة، إلا أنك أجلّت تنفيذها لوقت آخر، وأنا أريد أن أسألك لماذا هذا التأجيل؟ وإلى متى؟ أو ما هي الأمور التي تريدين رؤيتها أولا لتقومي بتحقيق هذه الأحلام والطموحات؟

هناك عبارة جميلة مفيدة هنا تقول: "السعادة ليست محطة نذهب إليها، إنها الطريق نفسه"، أي أنه ليس علينا أن ننتظر الشعور بالسعادة حتى نصل إلى مكان أو زمان ما، وإنما هنا ومن الآن يمكننا أن نُشعر أنفسنا بالراحة والسعادة، وليس علينا أن ننتظر شيئا آخر، فأرجو أن تبدئي الآن، ومن هنا العمل على تحقيق أحلامك وطموحاتك، فهذه المحاولة هي التي ستدخل البهجة والمرح الذي تبحثين عنه، وربما الانشغال بتحقيق هذه الأحلام سيذهب عنك بعض الغضب والعصبية التي تشعرين بها الآن.

ومما سرّني أنك تذهبين للنادي الرياضي، فهذا شيء طيب، وسيعينك كثيرا على تجاوز هذا الحال، وهذا أنفع لك من الأدوية في مثل هذا الوضع.

وفقك الله ويسّر لك أمرك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً