الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من آلام تمتد من تحت الإبط إلى الذراع الأيسر، فما سبب هذه الآلام؟

السؤال

السلام عليكم..

عمري 22 سنة، طولي 177 سم، ووزني 68 كيلو ،غير مدخّن ، غيّر محبّ للقهوة والكافيين، رياضي، وأهتم بممارستها، كثير الحركة.

قبل فترة طويلة نسبياً " قبل عدة أشهر " وضعت استشارة هنا أنّ في إحدى المرات خلال تناول الطعام تعرّضت لعملية شردقة، وبعدهـا أصابني اختناق وما إلى ذلك، وأصابتني نوبة الهلع، مع العلم أن وزني كان 83 كيلو، وانخفض جداً إلى أن وصل إلى 68 كيلو.

أعلم ما هي نوبات الهلع، واختفت مع بداية السنة الجديدة، وأصبحت أعلم كيف أتعامل معها تماماً من وقت عملية الشردقة والاختناق حتى اليوم، وأعاني من وسواس المـوت بنسب متفاوتة، أحياناً يأتي وأحياناً يذهب، طبعاً أعاني من ألم دائم في الصدر موجود في معظم الأحيان، حتى أصبح عندي وسواس نوبة قلبية أنني سأتعرض لها.

وللعلم بعد كل ما تعرّضت له عملت عملية منظار للمعدة، وإيكو للقلب، وتخطيط للقلب 3 مرات، وصور أشعة للصدر مرتين، وفحوصات سريرية فوق الـ 7 مرّات، وفحوصات دمّ، كوليسترول، فيتامين بي 12، كلها سليمة، وفحص هرمونات الغدة الدرقية، زيادة إفراز بسيطة جداً، وأخذت الأندرال، وأظن انتهى الوضع.

عنـدي قولون عصبي، وأصبحت أعلم ما هو الأكـل الصحّي من غير الصحّي، وآخذ حبة مودكس كل يوم، وآلام المعدة خفّت بشكل كبير عن السابق، المهم في آخر شهرين تقريباً أصبح الألم يأتيني من الجهة اليسرى من الصدر على شكل نغزات وألم وثقل يمتدّ إلى جانب الصدر [ تحت الإبط وفوق الخاصرة ] إلى الظهـر من الجهة اليسرى من الأعلى، وأيضاً ألم في الذراع الأيسر، لكن عندما أبذل مجهودا بدنيا أو رياضيا لا أحسّ بالآلام أو حتى لا تزيد.

مع العلم أيضاً أنّه عندما أتحسّس أحياناً مكان الألم أحسّ به من الخارج في الأضلاع، وهذه المشكلة سبّبت لي وسواسا أكبر للأمانة.

أريد أن تنتهي هذه الآلام تماماً، ولا أعلم سببها، هل هي التهاب أضلاع؟ أو التهاب أعصاب؟ وبماذا تنصحوني؟ وعند أي طبيب أقوم بالفحوصات الطبيّة للتأكّد من هذه الحالة؟

أيضاً عندما أبذل مجهودا بدنيا عاليا جداً خلال هذه الفترة فإن الأسنان في الفك العلوي وبالذات الأسنان الـ 4 الأمامية تؤلمني وكأن بها تنميلا، لا أعلم إن كان له علاقة بالأمر أم لا؟

أرجوا إن كان الموضوع نفسيا بامتياز، لا أريد أن أذهب لطبيب نفسي، ليس بسبب العيب الحرام ومن هذا الكلام، ولكن أريد أن أُشفى وحـدي دون حاجة لأي أدوية.

أتمنى الإجابة بأسرع وقت ممكن، وشكراً جداً للجميع، وشكراً لكم على هذا الموقع المميّز.

أعاننا الله وإيّاكم، ونسأل الله العظيم رب العرش العظيم الشفـاء للجميع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأخ الكريم: كما تعلم نوبة الهلع واضطراب الهرع هو مرض نفسي، وقد يكون مصحوباً باكتئاب، وهذا ما يؤدي إلى نقصان الوزن والقلق والخوف من المرض، وهذا مرض نفسي محض، والفحوصات عادة تكون سليمة، والأمراض النفسية لا تشخص بواسطة الفحوصات، وإنما تشخص بواسطة التاريخ المرضي، وفحص الحالة العقلية، وما تعاني منه الآن من آلام كما ذكرت أيا كانت في هذه الجهة أو تلك ما هو إلا أعراض قلق وتوتر وخوف من المرض، وبالذات عندك خوف من مرض القلب، بالرغم من أنك عملت فحوصات كثيرة بخصوص القلب، وكما ذكرت الإيكو ثلاث مرات وكلها كانت سليمة.

فإذاً هذه مخاوف مرضية ووساوس مرضيه يا أخي الكريم في المقام الأول، لا أنصحك بالذهاب إلى طبيب آخر وعمل فحوصات أخرى؛ لأن هذا يدعم المرض النفسي والوساوس المرضية، وإذا كنت تريد أن تذهب إلى الأطباء لماذا لا تذهب إلى الطبيب النفسي، فالطبيب النفسي مثله مثل الأطباء الآخرين، وكما ذكرت هذا ليس عيب ولا حرام، فكما أن الالتهابات تحتاج إلى طبيب لكتابة مضادات الحيوية، فإن الأمراض النفسية تحتاج إلى زيارة الطبيب؛ لأنك لا تستطيع التغلب عليها بنفسك؛ لأنها مرض مثل الأمراض الأخرى، لذلك أنصحك بالذهاب إلى الطبيب، وسوف يقوم هو بالكشف عليك، وأخذ التاريخ المرضي المفصل، ومن ثم إعلامك بما تعاني منه، وهنا يمكن مناقشته في العلاج إذا كنت لا تحتاج إلى علاج أدوية، فسوف يقوم بإرشادك ونصيحتك؛ لأن هناك علاجات نفسية بدون الأدوية، ولكن حتى هذه العلاجات تتم بصورة علمية وممنهجة، ولا يستطيع الشخص أن يعالج نفسه إذا كانت المشكلة مستمرة وأثرت على أدائه وحياته.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً